الغزيون يحلّون مشاكلهم عبر برنامج إذاعي

14 مايو 2015
محمد قنيطة خلال إحدى الحلقات (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
سُدّت جميع الأبواب في وجه الشاب الفلسطيني، محمد حمد، وهو يحاول إنقاذ طفلته من مرض ألَمّ بها. وبعدما وصل به اليأس مداه، رفع سمّاعة هاتفه واتصل ببرنامج يُعنى بمشاكل المواطنين وحلّها، ولحسن حظه سُمعت شكواه من مديرة دائرة التحويلات الطبية التي ساعدته في السفر لعلاجها.

قصة الشاب حمد هي إحدى النماذج التي ستستمع إليها فور متابعة برنامج "بانوراما الصباح"، الذي يقدّمه عبر إذاعة "صوت القدس" من غزّة الصحافي محمد قنيطة. البرنامج الذي يتلقى شكاوى المواطنين على الهواء مباشرة، ويستضيف المسؤولين عن حلّها، ما يساهم في نهاية الحلقة بحل عدد من المشاكل التي تمّ طرحها.

القضايا الجماعية، كان أيضاً لها نصيب في البرنامج الصباحيّ، حيث تواصل ممثل شركات النظافة في مستشفى الشفاء، نبيل أبو عقلين، مع البرنامج لعرض قضية عمال النظافة، الذين لم يحصلوا على رواتبهم منذ ما يزيد عن تسعة شهور، وعَرَض الأوضاع المأساوية لهم.

بعد عرض المشكلة على الهواء، تمّ التواصل مع المسؤولين عن صرف المستحقات في الضفة الغربية، بوساطة رئيس الشخصيات المستقلة، ياسر الوادية، الذي التقى الرئيس ورئيس الحكومة، واستضاف الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، ما ساهم بصرف جزء من مستحقاتهم المتأخرة.

وكذلك، استفاد أهالي شهداء حرب العام 2008/2009 من أثير البرنامج، بعد عرض قضيّتهم وعدم تلقّيهم رواتبهم ومستحقاتهم. ويقول الناطق باسم لجنة أهالي الشهداء، علاء البراوي لـ"العربي الجديد": "إن البرنامج ساهم في إيصال صوتنا إلى المسؤولين، وتمّ حل جزء كبير من الأزمة". وتابع قائلاً: "كانت الضغوط كبيرة على أهالي الشهداء، عندما تنكرت الحكومة لهم، ولم تساوهم بنظرائهم. فقمنا بطرق باب برنامج "بانوراما الصباح"، الذي اهتم بقضيّتنا".

إقرأ أيضاً: زواج الصحافيين ينتشر في غزة

من خلف زجاج غرفة الاستوديو الصغيرة، يتلقى الاعلامي محمد قنيطة، إشارة تفيد بورود اتصال جديد، يبدأ بطريقته البسيطة والعفوية بالحديث مع المواطن لمعرفة المشكلة. ومن ثمّ يستضيف المسؤول المباشر عنها، لعرض موقفه مما سَمِع.

ويقول قنيطة لـ"العربي الجديد": "إنّ عمر البرنامج الزمني 7 سنوات، لكن رحلته معه بدأت منذ 5 سنوات، واهتم بتقديمه بشكل مختلف، من خلال طرح القضايا والمشاكل التي تؤرق المواطنين وتمس حياتهم اليومية".

ويبيّن قنيطة أن عدداً من القضايا التي يتم طرحها على المسؤولين تجد صدى وحلّاً فورياً، إلا أن بعضها يصل إلى طريق مسدود بسبب الحصار على قطاع غزّة.

ويتابع قنيطة: "البرنامج يلامس قلوب الناس، وحياتهم اليومية، وله رصيد وفير من قصص النجاح التي حققها على مدار سنوات بثه، لذلك سأستمر بتقديمه حتى يظل صوتهم مسموعاً، وتلقى صرخاتهم استجابة، ولن نغلق هذه النافذة من الأمل".

من جهته، يقول مدير قسم هندسة الإذاعة في "صوت القدس"، نضال زقوت، لـ"العربي الجديد": "إنّ العقبة الكبيرة التي تواجه فريق الإعداد هي عدم رد المسؤولين على هواتفهم. مشيراً إلى أنهم يحاولون التغلب على هذه المشكلة عبر التسلسل الوظيفي، الذي يمكّنهم في النهاية من الحديث مع أحد المسؤولين المعنيين".

إقرأ أيضاً: شباب غزة يحتلون المشهد الإعلامي
دلالات