منذ إنشائه قبل نحو ثمانية أشهر، لم يحصل نازحو مخيم "طيبة الإكرام" الواقع على الطريق الواصل بين بلدتي كفرلوسين والبردقلي في محافظة إدلب، شمالي غرب سورية، على أية مساعدات إنسانية، وهم يعانون من ظروف مأساوية بسبب الغبار الكثيف الناتج عن مقالع الصخور والطريق غير المعبد، في حين لا يوجد مكان بديل للمخيم.
وقال النازح أبو أيهم الخطاط، المقيم في المخيم، لـ"العربي الجديد"، إن "الأحوال المعيشية سيئة، وهناك عوائل تحاول تغيير المسكن بسبب مشكلة الغبار التي لا حلول لها، فالغبار في المخيم لا يحتمل، وهو ناجم عن مقالع الصخور القريبة، والطريق الذي تقع الخيم بالقرب منه، وهو طريق غير معبد".
وأضاف الخياط أن "تعبيد الطريق حل مناسب في الوقت الحالي،كون الأهالي تكلفوا كثيرا في تسوية الأماكن التي شيدوا عليها خيامهم في المنطقة الجبلية التي يقع فيها المخيم، ونناشد المنظمات الإنسانية أن تقدم لنا المساعدات، فحتى الأن لم تقدم لنا أية جهة أية مساعدات".
وتقيم في المخيم 140 عائلة، معظمها نزحت من ريف حماة الشمالي، وفاقمت مشكلة الغبار من معاناة كبار السنّ والأطفال، وخاصة من لديهم مشاكل تنفسية، كون الكثير من الشاحنات تعبر الطريق القريب بشكل يومي، وهي تنقل مواد البناء من 4 مقالع للصخور عبر الطريق الضيق.
وقال الناشط خضر العبيد لـ"العربي الجديد"، إن "مشكلة الغبار الناجم عن مقالع الصخور معقدة، وخاصة أن منطقة الريف الشمالي بمحافظة إدلب، مكتظة بالمخيمات، ولا يمكن تجنب الغبار في تجمع مخيمات دير حسان، أو الدانا، وحتى منطقة كفرلوسين".
وقال مهند أبو الورد، المقيم في مخيم "طيبة الإكرام"، لـ"العربي الجديد"، إن "تعبيد الطريق سيحلّ أزمة نازحي المخيم، كون غبار المقالع أقل تأثيرا على الرغم من وصوله إلى المخيم، فالغبار الناتج عن الطريق كثيف على الدوام. المشكلة في المخيم بدأت مع توقف هطول الأمطار، وتتفاقم على مدار الأشهر الماضية، ونخشى مخاطر الطريق الضيق في فصل الشتاء، وعلى أصحاب المقالع المستفيدين من الطريق إيجاد حل كونهم السبب في الضرر، وسيكونون في خطر خلال فصل الشتاء عند تحوله إلى طريق طيني زلق".