العقوبات الغربية تعصف بصناديق الأسهم الروسيّة

24 ابريل 2014
أزمة أوكرانيا تهبط بمؤشرات الأسهم الروسيّة (أرشيفية) getty
+ الخط -

هوت صناديق الاستثمار في الأسهم الروسية إلى قاع جداول ترتيب الأداء، مع تضرر قيمة الأصول الروسية جراء التوترات بشأن أوكرانيا والقلق من تشديد العقوبات الغربية.

وبحسب بيانات من "ليبر"، وهي شركة لتومسون رويترز تتابع قطاع إدارة الأصول، كان 30 صندوقاً متخصصاً في روسيا وشرق أوروبا الأسوأ أداءً بين كل صناديق الأسهم المتاحة للبيع في بريطانيا على مدى الأشهر الثلاثة حتى نهاية مارس/ آذار الماضي وعددها 3489 صندوقاً.

وكان أشد الصناديق تضرراً صندوق روسيا "سبيشيل سيتيويشنز" التابع لشركة نبتون لإدارة الاستثمار وفقد أكثر من 24 % من قيمته في تلك الفترة، وصندوق روسيا اند جريتر روسيا للشركة ذاتها الذي فقد 21 بالمئة.

وحل بعدهما صندوق "جيه.بي مورجان روسيا"، الذي انخفضت قيمته 21% في الأشهر الثلاثة حسبما ذكرت ليبر.

يذكر أن مستثمرين وشركات تأمين بحي المال البريطاني كشفوا  لـ"العربي الجديد"، في بداية الاسبوع، أنّهم تلقوا تحذيراتٍ رسمية بالاستعداد لجولة جديدة من الحظر المالي على روسيا.

وفي نيويورك، قال مسؤولو صناديق أميركيّة: إنّ مسؤولين من وزارة الخزانة الأميركيّة اجتمعوا الأسبوع الماضي مع كبار مدراء صناديق التحوط في أميركا وأبلغوهم أنّ"مزيداً من الحظر المالي سيطبق على روسيا وعليهم أنّ يضعوا في الحسبان ذلك حينما ينفذون عمليات مالية تكون الشركات أو الموجودات الروسيّة جزءاً منها".
وكان رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس قد ذكر في تعليقات الأسبوع الماضي نشرها على موقع مجلس العلاقات الخارجية أنّ إغلاق الأسواق العالمية أمام روسيا أحد الخيارات المطروحة أمام القوى الغربية لإجبار الرئيس فلاديمير بوتين على التخلي عن طموحات الاستيلاء على أوكرانيا.

يذكر أنّ كلفة تأمين الديون الروسية ارتفعت فعلياً منذ بداية أزمة أوكرانيا. وتشير إحصائيات شركة "سي ام ايه" لتصنيف الائتمانات المتخصصة في التأمين ضد تخلف سداد الديون إلى أن كلفة تأمين 10 مليون دولار من الديون الروسية ارتفعت من 166 ألف دولار العام الماضي إلى 248 ألف دولار في الأسبوع الماضي.

وقال ريتشارد تيثرينجتون، مدير الاستثمار لأسهم الأسواق الناشئة لدى جيه.بي مورجان لإدارة الأصول، في بيان بالبريد الإلكتروني: "من سمات أزمة أوكرانيا عدم التيقن، لا نعرف هل ستشدد العقوبات المفروضة على روسيا أم ستخفف".

لكنه أضاف أنّ المجموعة لم تدخل تعديلات على محافظها للأسواق الناشئة في أوروبا بعد الأزمة لأننا لا نريد اللجوء للمضاربة كرد فعلٍ على أنباء للمدى القصير.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حظراً على تأشيرات الدخول وجمدت أصولاً لعدد قليل من الشخصيات الروسيّة احتجاجاً على قيام موسكو شهر مارس/ آذار الماضي بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

لكنهما حذرا من فرض عقوبات أشد قد تؤثر على قطاعات مهمة من الاقتصاد الروسي في غضون أيام، ما لم تنفذ روسيا بنود اتفاق دولي جرى توقيعه الأسبوع الماضي لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية.

وساهمت تلك التوترات أنّ تصبح روسيا سوق الأسهم الناشئة الكبيرة، الأسوأ أداءً وبفارق كبير هذا العام، وتراجع مؤشر الأسهم الروسيّة المقومة بالروبل أكثر من 10% منذ مطلع 2014. وتراجع مؤشر الأسهم المقومة بالدولار أكثر من 17%.

وقالت إي.بي.اف.آر جلوبال لرصد الصناديق: إنّ الصناديق المكرسة للأسهم الروسية هي الأسوأ أداءً وبفارق كبير بين كل مجموعات صناديق الأسواق الناشئة والصناديق الإقليمية بانخفاضها أكثر من 20 بالمئة منذ بداية العام، والفئة الثانية الأسوأ أداءً هي صناديق الأسواق الناشئة في أوروبا والتي يكون لروسيا وزن كبير فيها.

وعلى صعيد التدفقات تقول إي.بي.اف.ار ومقرها بوسطن: إنّ 345 مليون دولار نزحت عن الصناديق المخصصة للأسهم الروسية في الربع الأول من 2014، لكن تلك الصناديق تستقبل تدفقات منذ منتصف مارس /آذار عندما بدا أن أزمة أوكرانيا تنحسر.

وفقدت صناديق الأسواق الناشئة في أوروبا أكثر من 1.2 مليار دولار.

وتصاعد مجمل نزوح رؤوس الأموال من الدولة، مع تفاقم التوترات الدولية وقيام المستثمرين بإخراج أموالهم من روسيا.
وأظهرت بيانات للبنك المركزي صدرت في وقت سابق الشهر الجاري نزوح ما يقدر بنحو 63.7 مليار دولار من روسيا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام وهو ما يعادل إجمالي الأموال النازحة في 2013 بأكمله.

وقال البنك الدولي: إنّ إجمالي العام الحالي قد يصل إلى 150 مليار دولار.
واوضح مدير الاستثمار في أبردين لإدارة الأصول بيتر تيلور أنّ تنامي الشعور بالمخاطر السياسية أدى إلى مزيد من الخصم في الأصول الروسية.

وبحسب "ليبر" تراجع صندوق أبردين للأسهم الروسية نحو 20 بالمئة في الربع الأول من 2014.

وقال تيلور: إنّ من أشد الأصول تضرراً في موجات البيع الأخيرة الشركات المرتبطة بأفراد استهدفتهم العقوبات الدولية.

ومن الأمثلة على ذلك تراجع أسهم نوفاتك لإنتاج الغاز 16 بالمئة منذ بداية مارس/ آذار، وتقول الشركة: إنّ من كبار مساهميها الملياردير جينادي تيمتشنكو المدرج على قائمة أمريكيّة للأفراد الخاضعين لتجميد الأصول وحظر منح تأشيرات الدخول.

المساهمون