العفو الدولية: أوروبا مسؤولة عن اللاجئين العابرين للبلقان

08 يوليو 2015
لاجئون سوريون يعبرون ماسيدونيا قرب الحدود اليونانية (رويترز)
+ الخط -



حمّلت منظمة العفو الدولية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مسؤولية الانتهاكات التي ترتكب بحق اللاجئين والمهاجرين العابرين لدول البلقان هرباً من الموت وسوء العيش في بلدانهم.

وحثت المنظمة في تقرير جديد الدول الأوروبية على السعي إلى وقف الانتهاكات التي ترتكب ضد اللاجئين والمهاجرين في مقدونيا وصربيا وهنغاريا، الذين اعتبرتهم في تقريرها "ضحايا العنف والابتزاز الذي ترتكبه السلطات من جهة والعصابات المجرمة من جهة ثانية"، مشيرة إلى أن هؤلاء العابرين عبر دول البلقان بحثاً عن الأمان والحماية يواجهون عقبات شديدة، ويتحول عبورهم إلى رحلات شاقة محفوفة بالمخاطر والعنف واللامبالاة من قبل السلطات.

واستنكرت المنظمة "التخلي المخزي للاتحاد الأوروبي والفشل في متابعة نظام اللجوء والهجرة"، داعية الاتحاد إلى توفير طرق آمنة ومنتظمة للاجئين والمهاجرين نحو دول الاتحاد الأوروبي، واحترام حقوقهم وحمايتهم، استناداً إلى مقابلات أجرتها مع عدد من اللاجئين والمهاجرين في كل من اليونان ومقدونيا وصربيا والمجر، والذين أشاروا إلى انتهاكات ومخاطر واجهتهم وتواجههم خلال رحلات العبور عبر الدول.


وبينت المنظمة الدولية أن ما يتعرض له هؤلاء يتمثل في تجريم السلطات لهم، وإبعادهم خارج الحدود وسوء معاملتهم من قبل الشرطة واعتقالهم بشكل غير قانوني وترحيلهم وتعريضهم للانتهاكات جسيمة لحقوقهم. وطالبت كلا من مقدونيا وصربيا وبلغاريا توفير الحماية للاجئين والمهاجرين وضمان حصولهم على سبل فعالة لطلب اللجوء.

وشددت منظمة العفو الدولية في مناشدتها للاتحاد الأوروبي على توفير طرق عبور آمنة للاجئين حتى استقرارهم في الدول التي ينوون الوصول إليها، وزيادة التوطين ومنحهم تأشيرات الدخول، وتسهيل لمّ شمل أسر اللاجئين الذين يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي، من خلال تطبيق التعريف الواسع لأفراد الأسرة، وتطبيق المرونة حيال الوثائق والأوراق الثبوتية للاجئين، وتأكيد حصول اللاجئين المنتظرين عند حدود دول الاتحاد على حق اللجوء، إضافة إلى تقديم الدعم المالي لصربيا ومقدونيا وبلغاريا لكي تتمكن من تنظيم لجوء اللاجئين واستقبالهم.

وأوضح التقرير أن أعداد العابرين بين صربيا وهنغاريا، الفارين من الحرب والفقر، زادت خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة 2500 في المائة. كما جرى القبض على 2300 عابر في 2010 مقابل 60 ألفا و600 شخص قبض عليهم حتى اليوم.

ومن شهادات جمعتها بعثات منظمة العفو الدولية بين يوليو/تموز 2014 ومارس/آذار 2015 في كل من صربيا والمجر واليونان ومقدونيا، تمت الإشارة إلى العنف الذي ترتكبه الشرطة في صربيا ومقدونيا مثل الضرب والركل والصفع، إذ تشير إحدى الشهادات إلى التعرض لامرأة حامل بشهرها الخامس للضرب والركل. كما ترغم الشرطة اللاجئين على دفع الرشاوى، حيث أكدت إحدى للاجئات الأفغانيات أن الشرطة طالبتهم بدفع 100 دولار عن كل شخص لكي يسمحوا لهم بالعبور.


وأشارت إلى أن مركز استقبال اللاجئين في مقدونيا "غازي بابا" أشبه بالسجن، حيث أشار لاجئون سوريون إلى تنفيذهم إضراباً عن الطعام للاحتجاج على شروط الإيواء غير الإنسانية وغير اللائقة.

وبين التقرير أنه في العام 2014 استفاد 240 شخصاً فقط من الحماية الدولية في المجر و10 في مقدونيا وواحد في صربيا. وعزا الخلل إلى فشل المفاوضات بشأن توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي.

على صعيد متصل، تبلغت اليونان، أمس الثلاثاء، فقدان نحو 20 شخصاً في بحر إيجة، بعد أن انقلب قارب يحمل نحو 30 مهاجراً، قبالة جزيرة أغاتونيسي اليونانية قرب السواحل التركية. وتمكنت شرطة البحرية اليونانية من إنقاذ 6 أشخاص منهم، بينما خلّصت الشرطة التركية الـ10 الآخرين، في حين لا يزال البحث جارياً عن الباقين.

ووفقاً للأمم المتحدة، وصل إلى أوروبا عن طريق البحر 137 ألف مهاجر في النصف الأول من العام الحالي 2015.

اقرأ أيضاً:عدد قياسي من المهاجرين عبر المتوسط في 2015

المساهمون