العطيّة: إيران ضروريّة في "جنيف" وندعم الشعب المصري

04 فبراير 2014
+ الخط -
أتاحت تصريحات وزير الخارجية القطري، خالد العطية، لبرنامج "في العمق" على قناة "الجزيرة" الليلة الماضية، تظهيراً للثوابت القطرية في السياسة الخارجية، بشأن ملفات عربية وإقليمية، لا سيما أن منابر إعلامية عربية، تهادن النظامين السوري والمصري؛ وتدعم الرياض وأبو ظبي بعضها، أشاعت كثيراً في الأسابيع الماضية، أن قطر تتجه إلى الانعطاف في خياراتها السياسية، وتحاول فتح خطوط سرية مع النظام في دمشق، وتراجع "اندفاعاتها" في قضايا تصدرت فيها حضوراً سياسياً وإعلامياً كبيرين.

وذهبت تلك المنابر، البيروتية والمصرية خصوصاً، وأخرى محسوبة على الإمارات والسعودية، إلى أن قطر تناصر جماعات متشددة تقاتل في سوريا، وأن "دعمها" جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر يأخذ علاقاتها مع القاهرة إلى توتر غير مسبوق، و"يؤزّم" علاقاتها مع شريكتيها في مجلس التعاون، السعودية والإمارات، على الرغم من تصريحات في البلدان الثلاثة تنفي الخلافات. كلام تجدد في حديث العطية، من خلال قوله إن العلاقات بين بلاده والإمارات "قوية على أعلى مستوى"، وفي تأكيده على وجود تنسيق متواصل مع السعودية في الشأن السوري.

 

مجلس الأمن بعد "جنيف2"

وحرص الوزير القطري على تأكيد "ثوابت" في موقف بلاده في الموضوع السوري، وذلك في إحالاته المتكررة إلى عسف النظام وجرائمه، ما يتضمن إشارات قوية أرادت الدوحة إرسالها، وتشدد على أن تغييراً لم يطرأ على "خيارها السوري"، وأفاد بأنه لا يشغل نفسه بمتابعة ما يكتبه الإعلام عن دعم قطر هذه الجماعة أو تلك. وكان لافتاً قول العطية إن تدخلاً مباشراً من مجلس الأمن سيكون ضرورياً، في حال فشل مفاوضات "جنيف2"، وهو احتمال رآه الأقرب إلى الحصول، لاسيما أنه لن يكون هناك "جنيف 3"، بل سيكون "سقوط أخلاقي" دولي، حسب تعبيره.

وفي موقف مغاير للموقف السعودي، اعترض العطية على رفض بلاده إبعاد إيران من اجتماع "جنيف 2"، بحجة أن إيران "لها دور فاعل، وهي رقم صعب في المعادلة السورية ووجودها يبقى مطلوباً في عملية التفاوض، وأي حل يجب أن يشملها، لأنها دولة لها تأثير مباشر على النظام السوري".

ونفى العطية أي اتصالات مع دمشق حالياً، مستعرضاً اتصالات الأمير السابق، الشيخ حمد بن خليفة، مع الرئيس بشار الأسد في الأيام الأولى للثورة، "لوقف العنف، واتخاذ إصلاحات فورية". غير أنّ الأسد اختار الحل الأمني، بحسب الوزير الذي استعاد، لقاء الأمير الحالي، ولي العهد في حينه، الشيخ تميم بن حمد، مع الأسد في دمشق، عندما حثّه في حينها على اتخاذ إصلاحات ووقف العنف، و"لكن من دون جدوى".

وتفادى العطية تأكيد وجود اتصالات لبلاده مع حزب الله أو نفيها، وقال إن الحزب "ضلّ البوصلة" بانخراطه في القتال في سوريا، وإن الشعب السوري لا يستحق هذا الموقف. واتهم النظام السوري باستقدام التنظيم الذي يعرّف نفسه "الدولة الإسلامية في العراق والشام". ورفض العطية ربط الوهابية بـ"القاعدة" والإرهاب، وقال إنها مزاعم يرددها النظام السوري، وأكد تمسك بلاده بما سمّاه "الفكر المجدد" للإمام محمد بن عبد الوهاب.

 

مصر عمود فقري

وفي الشأن المصري، الذي تتخذ الدوحة موقفاً تراه القاهرة مرفوضاً، قال العطية إن بلاده دعمت الحكومة المصرية المؤقتة، ولم تناصر حزباً أو تياراً، وإن شحنات الغاز القطري الخمس وصلت إلى مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، عقب 30 حزيران/يونيو، ووصف مصر بأنها "العمود الفقري للمنطقة"، وشدد على دعم الدوحة الشعب المصري.

وكان بيان لوزارة الخارجية القطرية قد استنكر، في الثالث من كانون الثاني/ يناير الماضي، ممارسات قمعية، تعرّض لها محتجّون مصريون، وشدد على وجوب مشاركة جميع مكونات المشهد السياسي المصري في العملية السياسية. واستدعت القاهرة السفير القطري لديها، وأبلغته رفضها البيان.

المساهمون