العسكر يتمددون

26 ديسمبر 2018
+ الخط -
لا يحتاج الإعلام المصري الساخر عناء التكلف لتقديم حلقة ساخرة تنتقد النظام المصري وإعلامه وزبانية المادحين، فالرئيس يقدم فاكهته الطازجة لمن يريد صيد عثراته وزلاته، المشكلة في أن الحاكم الذي يقول أي شيء ولا شيء، ويجد من يصفق له حد التصفيق، ويحلل ويناقش ويسرد القصص والأقاويل عن منثور الكلم المقدس. هل من الحكمة أن يكون عبد الفتاح السيسي كل يوم وكل ساعة في حوارات ولقاءات مباشرة، وهو لا يحسن الحديث ويرتجل خطاباته من دون أي قيد دراسة، ولم يجد من ينصحه بأن الزعيم الصامت أكثر وقاراً من الزعيم الثرثار.. الزعامات تعيد صياغة نفسها، والتعديل والتمديد يطل من جديد، وليست مصر المعنية فقط، والغريب أنهم عسكر، والعسكر ألفوا الانقلابات، فكل شيء قابل للتعديل والتمديد والتعليق.. وأي شيء لا دستوري.
يتمدد العسكر، كأنها قصة واحدة، في نواكشوط أطر ومبادرات للتمديد، في الجزائر تأجيل لموعد الانتخابات ودعوات إلى التمديد، البشير وسط احتجاجات الأسعار وتفاقم الوضع الاقتصادي، يرغب في التمديد وحزبه يتأهب للتسويق، حملة مصرية لتعديل الدستور لا بد للرئيس من فترة أطول، هذا الرئيس الذي تمنّى أحد المطبلين أن يحكم فرنسا لينقذها من جحيم فوضى الاحتجاجات، وكأن أزمة العالم العربي مع العسكر، حتى ليبيا الضائعة، رحى المعضلة في جنرال عسكري يريد التمديد، هل هي حملة انتقام من ربيع موؤود؟
ما عاشته سورية ويعيشه اليمن أحيا ربيع الأنظمة الشمولية وحلولها السبيعينية. ومع مرور سنوات الفترات الدستورية، لم يستح هؤلاء وقبائلهم المادحة في إعلان خيارات البقاء باختلاف المسميات، تمديد تأجيل استفتاء..، فهل هو اعتراف بالنصر؟
في الخرطوم، خبر النصر الجديد، فعلى الرغم من سنوات على الربيع، تنتفض شوارع السودان ضد الأوضاع الاقتصادية، ويتشابه التعامل الرسمي والخبر الرسمي والاتهام الرسمي، وما أغنى البشير عن زيارة بشار، تلك التي سميت انتصاراً لفك العزلة، واعترافاً عربياً ببطلان خيار عزل دمشق بشار، غير أن ما لم يعرفه البشير أن عزلة الأسد جاءت من صيحاتٍ تريد الحرية، قبل أن تتواطأ دول على سلب سلمية ثورة سورية، وتحويلها إلى حربٍ أهلية، وها هم جموع السودانيين يخرجون ضد الاقتصاد، فهل سيجرّها هو بنفسه لتصبح ضد النظام؟
DF27E75E-E5BD-4F5F-A84B-F087ECD90A04
DF27E75E-E5BD-4F5F-A84B-F087ECD90A04
ماء العينين بوية (المغرب)
ماء العينين بوية (المغرب)