أظهرت بيانات لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن دول المنظمة فقدت نحو 377 مليار دولار خلال العامين الماضيين بسبب تراجع قياسي في أسعار النفط عالميا.
وقالت المنظمة في دراسة لها وفق وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أمس، إن حالة عدم اليقين بشأن العوامل المؤثرة على العرض والطلب النفطي، التي ساهمت بشكل رئيس في هبوط الأسعار بشكل حاد منذ يونيو/حزيران 2014، مازالت مهيمنة على الأسواق.
وأشارت إلى أن التوقعات الأولية تفيد أن العائدات النفطية السنوية للدول الأعضاء ستواصل تراجعها بحوالي 245 مليار دولار عام 2015، لتصل إلى 326 مليار دولار، مقابل 571 مليار دولار في 2014، بهبوط 43%، لافتة إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى تراجع العائدات في 2014 أيضا بحوالي 132 مليار دولار، ليصل إجمالي ما فقدته الدول خلال العامين الماضيين إلى 377 مليار دولار.
وبحسب الدراسة، فإن التراجع في أسعار النفط، انعكس سلبا على إجمالي الإيرادات الحكومية التي تراجعت بنحو 70 مليار دولار في 2014، مقارنة بمستوياتها في 2013، لتصل إلى 835 مليار دولار.
في المقابل انعكس التراجع في الأسعار إيجابا على الدول المستهلكة، حيث قالت الدراسة إن تقديرات صندوق النقد الدولي تشير إلى ارتفاع فوائض الميزان التجاري لمجموعة الاقتصادات المتقدمة لتصل إلى 200 مليار دولار عام 2014 ويتوقع لها أن تتجاوز 280 مليار دولار عام 2015.
ويثير استمرار التراجع الحاد في أسعار النفط قلقا متزايدا لدى الدول المنتجة. وقال عبدالله البدري، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وهي التي تضم مصدرين من دول عربية وأجنبية معا، إن من الضروري أن تجلس جميع الدول الكبرى المنتجة للنفط من أجل الوصول إلى حل، إذ أن السوق بحاجة إلى انخفاض المخزونات إلى مستويات تسمح بتعافي الأسعار وعودة الاستثمارات.
ونقلت رويترز عن البدري قوله أمس "البيئة الحالية تضع المستقبل على المحك. وفي ظل مستويات الأسعار الحالية من الواضح أنه لن تكون جميع الاستثمارات المستقبلية الضرورية قابلة للاستمرار".
وهبطت أسعار النفط 4% أمس، ليسجل خام القياس العالمي مزيج برنت 30.83 دولارا للبرميل، فاقدا 1.35 دولار عن تداولات جلسة الجمعة الماضي.
اقرأ أيضاً:
العراق يبيع النفط بـ29.84 دولارا للبرميل
تقشف العراق..الحكومة تفرض الادخار الإجباري على الموظفين