العرب يرفعون استثماراتهم بالسندات الأميركية رغم انهيار النفط

31 اغسطس 2015
وزير الخزانة الأميركي، جاك لو (أرشيف/Getty)
+ الخط -

رفعت الدول العربية النفطية من استثماراتها في سندات الخزانة الأميركية بقرابة 30 مليار دولار خلال الفترة بين يونيو/ حزيران 2014 ويونيو/حزيران الماضي، رغم انخفاض أسعار النفط.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في تقريرها الأخير، إن موجودات الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدّرة للنفط (أوبك)، بلغت 296.7 مليار دولار في نهاية شهر يونيو/حزيران الماضي.

 ورغم أن إحصائيات وزارة الخزانة الأميركية لا تعطي تفاصيل حول حيازات الدول النفطية في السندات، إلا أن الضائقة المالية التي تمر بها دول "أوبك" غير العربية، تعني أن معظم هذه الموجودات تعود إلى دول مجلس التعاون. ولكن مصادر أميركية تعتقد أن استثمارات دول "أوبك" غير العربية في السندات الأميركية ربما لا تتجاوز 5 مليارات دولار.

ولاحظت "العربي الجديد"، بعد اطلاعها على الأرقام، أن دول منظمة "أوبك" رفعت حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية خلال الـ12 شهراً الممتدة بين يونيو/حزيران 2014 ويونيو/حزيران 2015، بحوالى 34.1 مليار دولار. حيث تشير الأرقام الأميركية إلى أن حيازة دول "أوبك" بلغت في يونيو من العام الماضي حوالى 262.1 مليار دولار.

هذا يعني أن الدول النفطية العربية لم تسيّل موجوداتها من سندات الخزانة الأميركية وإنما زادت منها، وذلك رغم التدهور الكبير في أسعار النفط منذ منتصف العام الماضي والذي لا يزال مستمراً. ومع قوة الدولار واحتمالات رفع الفائدة الأميركية، تصبح موجودات سندات الخزانة الأميركية ذات أهمية بالغة لأي دولة أو مستثمر عالمي.

وحسب إحصائيات وزارة الخزانة الأميركية أحتلت دول "أوبك" المرتبة الرابعة بين المستثمرين الأجانب في السندات الأميركية بعد الصين واليابان ومصارف "أوفشور" في جزر الكاريبي، واحتلت الصين المرتبة الأولى، حيث بلغت استثماراتها في السندات الأميركية حتى نهاية يونيو 1271.2 مليار دولار، تليها اليابان باستثمارات 1197.1 مليار دولار.

ولكن ذلك لا يعني أن هذه الأرقام هي كل الاستثمارات العربية في أميركا، وإنما هي فقط استثمارات البنوك المركزية. وهنالك مبالغ ضخمة مستثمرة في أدوات الدين الأميركية من سندات وأوراق مالية من قبل الصناديق السيادية الخليجية ومن قبل الشركات والمستثمرين الأفراد. كما أن هنالك الاستثمارات العربية المباشرة في الأسهم الأميركية والعقارات ومشتريات حصص في الشركات.

ويذكر أن الوفورات المتراكمة في الصناديق السيادية الخليجية خلال سنوات أسعار النفط المرتفعة بين أعوام 2009 و2014 بلغت حوالى 2.3 ترليون دولار، منها 0.5 ترليون دولار وضعت في المصارف المركزية و1.8 ترليون دولار وضعت في الصناديق السيادية.

وهنالك مخاوف واسعة في أميركا، خاصة بين البنوك الاستثمارية ووسطاء أسواق المال، من مخاطر دورة انهيار النفط على معدل تدفقات "البترودولار" في الاقتصاد الأميركي. وتستخدم البنوك الأميركية تدفقات البترودولار العربية في تنفيذ الصفقات الضخمة والتمويلات ذات الحجم والأجل الطويل منذ عهد السبعينيات.


اقرأ أيضاً: 4 عوامل ترفع الدولار والمستثمرون يتدافعون للشراء

المساهمون