العرب في أوروبا..التألق لم يعد حكراً على اسم واحد

09 يونيو 2019
صلاح نجم ليفربول الإنكليزي (Getty)
+ الخط -
كان التألق العربي في الماضي بملاعب كرة القدم الأوروبية مجرّد حالات نادرة، محصوراً تارة بقدم رابح ماجر مع بورتو وإنجاز تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونخ، مروراً ببعض أهداف أحمد حسام ميدو، إضافة لأسماء من المغرب وتونس والجزائر.

الأمور تبدلت مع وصولنا إلى عام 2019 وصار للاعبين العرب باع في ملاعب أوروبا، هم قادرون الآن أكثر على صناعة الفارق في أرض الملعب وخارجه، كما أنّ الصدى العالمي لما يُقدمه هؤلاء يأخذ منحى آخر لم نكن قد شهدناه في السابق.

محمد صلاح
في الموسم الحالي، كان التألق العربي في ملاعب أوروبا متعدداً، ليس على مستوى الدوريات الخمسة الكبرى فحسب، بلّ في العديد من المسابقات الأخرى. بطبيعة الحال لا بُدّ من الحديث عمّا قدّمه النجم المصري محمد صلاح هذا الموسم مع نادي ليفربول الإنكليزي في المسابقة المحلية وكذلك دوري أبطال أوروبا، إضافة للقيمة التي بات يُشكلها على الصعيد العالمي بالنسبة لمنتخب بلاده مصر، وكذلك كصورة نجمٍ عربي يظهر في كلّ مكانٍ وفي العديد من المناسبات وأغلفة المجلات وحملات التوعية وغيرها من الأمور.

صلاح بات "ماركة عربية مُسجلة" ومحبوبة في البلاد العربية وخارجها، بعدما تُوج للموسم الثاني على التوالي هدافاً للدوري الإنكليزي الممتاز، وساهم في حصد فريقه لقب دوري أبطال أوروبا على حساب توتنهام هوتسبر.

وكان صلاح قد حجز اسمه ضمن قائمة أفضل 101 لاعب في العالم في آخر 25 عاماً، التي أعدتها مجلة (فور فور تو) ليصبح اللاعب العربي الوحيد في القائمة، بعدما احتل المرتبة 100 في القائمة التي تصدرها ليونيل ميسي ثم كريستيانو رونالدو ويليه زين الدين زيدان ورونالدو نازاريو ورونالدينيو وتييري هنري وتشافي وأندريس إنييستا وباولو مالديني وروبرتو باجيو في العشرة الأوائل على الترتيب.

وجاء صلاح ضمن 5 لاعبين أفارقة في القائمة بعدما سبقه جورج ويا (99) ويايا توريه (93) وديدييه دروغبا (84) وصمويل إيتو (80).

حكيم زياش
بات النجم المغربي حكيم زياش مادة دسمة للصحافة العالمية، اسمه يتردد في كلّ مكان، وأعين الأندية الكبرى تراقبه، هو لم يعد ذلك اللاعب الصاعد الذي يمتاز ببعض الحركات والمراوغات والفنيات، إنما أصبح قادراً على تقديم الإفادة للمجموعة والفريق، واكتسب خبرة تدفعه للعب في فرقٍ تُنافس على بطولات كبرى وتسعى لتحقيق الألقاب.

بعد موسمٍ مميز مع أياكس سجل خلاله 21 هدفاً في 47 مباراة (الأفضل في مسيرته على الإطلاق)، باتت الفرصة الآن أمام زياش سانحة للعب في فريق دائم المنافسة على الألقاب الأوروبية، بعدما كان اللاعب قريباً هذا الموسم من بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا، لولا العودة الساحرة لنادي توتنهام وتحديداً البرازيلي لوكاس مورا على أرضية ملعب "يوهان كرويف أرينا" في العاصمة أمستردام.

الصحافة ربطت زياش بالعديد من الأندية الأوروبية، بعدما كان يسعى للخروج من أياكس في الموسم الماضي، وكان قريباً من نادي روما، لكن مونشي المدير الرياضي السابق، الذي تمّت إقالته، ساهم في عرقلة أو لنقل عدم نجاح الصفقة، وهذا الأمر سيندم عليه رئيس نادي الذئاب جيمس بالوتا لسنوات طويلة.

بحسب الصحافة العالمية، فإن أندية مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول (في ظل الحديث عن إمكانية مغادرة صلاح على خلفية مشكلته التي تحدث عنها بعضهم مع المدرب الألماني يورغن كلوب) ترغب في ضمّه.

ولا تقتصر لائحة الأندية الطامحة للتعاقد مع زياش على الفرق المذكورة أعلاه، إذ قيل إن بروسيا دورتموند الألماني مهتم به وحتى الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب نادي ريال مدريد الإسباني، لكن يبدو أن إدارة نادي بايرن ميونخ الألماني هي الأكثر جدية، في حال فشلت بضمّ ليروي سانيه، إذ قامت بالتواصل مع وكيل النجم المغربي، لأنها تريد إغلاق صفقة حكيم زياش بسرعة، لدعم صفوف فريقها في الموسم المقبل، ليكون البديل المثالي لأسطورة الكرة الهولندية آريين روبن.

ويبدو أن حكيم زياش فتح الباب أمام رحيله عن صفوف نادي أياكس أمستردام، بعد تحقيق لقب الدوري الهولندي الممتاز لكرة القدم بقوله: "ستأتي خطوة انتقالي بنفسها، وعندما يحدث ذلك، سوف يُعلم الجميع بالأمر".

أسماء أخرى
تطول قائمة اللاعبين العرب الذين برزوا في أوروبا خلال السنوات الأخيرة وكان لهم كلمة هذا الموسم مع فرقهم، ومن بينهم نجم نادي غالطه سراي، سفيان فيغولي، الذي عاش في الفترة الأولى أصعب أيام مسيرته، حين طلب منه النادي البحث عن نادٍ آخر، لكنه أخذ فرصته بعد ذلك وجعل الجميع يقتنع بقيمته حتى بات اسماً ثابتاً في تشكيلة المدرب فاتح تيريم، وهو اليوم يرغب في مواصلة الرحلة هناك رغم العروض التي تلقاها من أندية عديدة بينها شالكه الألماني.

من جانب آخر لا يُمكن إغفال ما قدّمه لاعب نادي نيس الفرنسي، يوسف عطّال صاحب الـ23 عاماً تحت قيادة المدرب باتريك فييرا، الذي يبدو أنه متمسكٌ به لأبعد الحدود على الرغم من اهتمام قطبي الكرة الفرنسية به، تحديداً باريس سان جيرمان ونادي مرسيليا.

ولا تتوقف اللائحة عند هؤلاء، فالمغربي أشرف حكيمي قد يُشعل الأجواء في الميركاتو في ظلّ تمسّك إدارة بروسيا دورتموند بعام الإعارة المتبقي في عقده بعدما أظهر مقدرة كبيرة ومستوى مميزاً مع المدرب لوسيا فافر، يُقابلها إصرار من الفرنسي زيدان لإعادته إلى ريال مدريد في ظلّ قرار الاستغناء عن العديد من الأسماء ورحيل آخرين.

أما التونسي حمدي الحرباوي فتصدر ترتيب هدافي الدوري البلجيكي (25)، مع العلم أنه تمّ إيقافه في آخر مباريات المسابقة.

ونختم مع رياض محرز؛ فعلى الرغم من جلوسه على مقاعد البدلاء هذا الموسم، لكن أرقامه لم تكن سيئة البتة فقد ساهم في صناعة أهداف كثيرة كانت كفيلة في إهداء الفريق 3 نقاط، بعدما شارك في 27 مباراة من أصل 38، وسجل 7 أهداف وصنع 4.
المساهمون