العراق يواجه صعوبة في القضاء على بقايا "داعش"

30 مايو 2018
تحدٍّ من نوع مختلف تواجهه القوات العراقية (فرانس برس)
+ الخط -
تواجه القوات العراقية، بصنوفها المختلفة، منذ أشهرعدة، تحديًا من نوع مختلف مع تنظيم "داعش"؛ فبعد القضاء عليه عسكريًا، وإنهاء احتلاله للمدن العراقية، تحول التنظيم إلى خلايا مسلحة تذوب بين المدن على شكل جيوب صغيرة ما زالت فاعلة في شن الهجمات الإرهابية على القرى والبلدات البعيدة عن مراكز المحافظات الشمالية والغربية على حد سواء.

ومنذ أن أنهت القوات العراقية الحرب الميدانية ضد تنظيم "داعش"، قبل نحو خمسة أشهر، ما زال التنظيم يحتفظ بخلاياه، التي تمارس نشاطها بشكل منظم، وتنفذ أعمال عنف وهجمات تتسبب بخسائر بشرية ومادية.

وقال ضابط في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد": "لا توجد إحصائية ثابتة بعدد خلايا التنظيم في البلاد، لكن لدينا معرفة كاملة بمناطق انتشارها، وكثافة تلك الخلايا، فهي شبه محددة لدينا"، مبينًا أنّ "تلك الخلايا تواجه صعوبة بالتحرك وتنفيذ عملياتها، بسبب متابعتها من قبل قواتنا، لكنّ التنظيم ليس تنظيمًا سهلًا بكل الأحوال، فهو يستطيع أحيانًا استغلال ظرف معين وفرصة ما لتنفيذ هجماته".

وأضاف: "قيادة العمليات مهتمة جدًا بالقضاء على خلايا التنظيم، والخطط الموضوعة يتم تطبيقها بشكل عملية، ويجرى التحديث عليها بشكل مستمر، والقوات تنفذ هجمات مستمرة للقضاء على تلك الخلايا"، مؤكدًا أنّ "صعوبة القضاء الكامل على تلك الخلايا تكمن في أنها لا تواجه القوات كما كان في المعارك الميدانية، فهي تنفذ ضربات سريعة وتنسحب من دون مواجهة، وذلك يعود إلى قلة عناصرها، ولا تريد خسارتهم".

وأشار إلى أنّ "القضاء الكامل على تلك الخلايا يحتاج إلى وقت، وأنّ القوات العراقية تعمل وفق استراتيجية واضحة، في تعقب الخلايا وإنهاء وجودها".


وحذّرت لجنة الأمن البرلمانية من خطورة تزايد نشاط خلايا "داعش"، مطالبة بوضع خطط مناسبة للقضاء عليها سريعًا قبل تفاقم خطرها.

وقال رئيس اللجنة، حاكم الزاملي، في بيان صحافي، إنّ "هناك معلومات استخبارية تشير إلى نشاط بعض خلايا داعش في مناطق متفرقة من البلاد"، مبينًا أنّ "النشاط متزايد في مناطق شمالي بغداد، وديالى، ومنطقة الزركة قرب طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين، وأطراف الحويجة في كركوك، ومناطق مطيبيجة وسلسلة جبال حمرين، وفي البعاج جنوبي الموصل، والمناطق الحدودية مع سورية، فضلًا عن نشاطها في الصحراء الغربية للأنبار قرب الحدود مع السعودية وسورية".

وأكد أنّ "هذا النشاط يحتاج إلى خطة أمنية وعسكرية لإنهاء هذه الخلايا التي تهدد أمن وأرواح المواطنين"، داعيًا رئيس الحكومة، حيدر العبادي، إلى "وضع خطة والإشراف عليها بشكل مباشر".

وحذّر من "العواقب المؤسفة، في حال لم تتم معالجة الخلايا الإرهابية سريعًا، إذ إنّ التراخي يعطيها فرصة لإعادة تنظيم صفوفها"، مشددًا على "محاسبة أي قائد عسكري يحدث في قاطعه خرق من قبل خلايا التنظيم".

وتسجل المحافظات العراقية التي توجد فيها خلايا "داعش" أعمال عنف وتفجيرات وهجمات شبه مستمرة.