شهد العراق، اليوم السبت، سلسلة تفجيرات أمنية أودت بحياة العشرات، وخصوصاً في كركوك وبغداد.
وأفاد مسؤول أمني في كركوك أن سيارتين مفخختين، إحداها كان يقودها انتحاري، انفجرتا في موقعين في المدينة بعد ظهر اليوم السبت، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المواطنين، بينهم ثلاثة من عناصر الأمن الكردي وأحد مقاتلي البشمركة، وإصابة عدد آخر منهم.
وقال المسؤول الأمني في كركوك هلو نجاة، في تصريح صحافي، إن انفجاراً أول وقع على طريق كركوك ــ بغداد، إذ استهدفت سيارة مفخخة موكباً من السيارات التابعة لقوات البشمركة الكردية كان يمر في المكان، وأدى الانفجار الى مقتل أحد عناصر الموكب.
ولفت الى أنه "انتحارياً فجّر سيارة مفخخة كان يقودها في سوق لبيع السلاح والذخيرة في حي رحيماوا شمالي كركوك، ما أدى الى استشهاد ثلاثة من عناصر الامن كانوا في المكان".
كما أعلن مصدر في مستشفى ازادي العام وهو المستشفى الرئيسي في كركوك، أن عدد القتلى الذين نقلوا للمستشفى أو توفوا بعد نقلهم وصل الى 25 شخصاً، أما عدد المصابين فوصل الى 127.
من جهتها، أفادت مصادر أمنية وطبية عراقية، اليوم السبت، أن 9 عراقيين لقوا حتفهم، بينهم ستة أفراد من وكالة الاستخبارات الوطنية التابعة لوزارة الداخلية العراقية، في هجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة، استهدفت مقر الوكالة في منطقة الكرادة وسط بغداد، فيما أعلنت محافظة ديالى الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، على أرواح العشرات الذين قضوا في مجزرة جامع مصعب بن عمير أمس الجمعة.
وقال المقدم نجيب الحسني من شرطة حي الكرادة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "انتحارياً بسيارة مفخخة هاجم البوابة الرئيسة لمقرّ وكالة الاستخبارات الوطنية، أدّت إلى مقتل 9 عراقيين، هم ثلاثة مدنيين وستة من عناصر الوكالة، كما أُصيب 12 آخرين، ضمن حصيلة غير نهائية".
وأوضح الحسني، أنّ "التفجير وقع خلال تواجد عدد من عناصر الوكالة وحراس الأمن قرب البوابة الرئيسية للمبنى، كما أدّى الهجوم إلى خسائر مادية في عدد من المباني والمحال التجارية المجاورة، فضلاً عن الأضرار التي ألحقها التفجير بالبناية المستهدفة". ويأتي الهجوم عقب ساعات قليلة من تصريحات، نقلها تلفزيون العراقية الحكومي عن الوكالة، أنّ "حادثة جامع مصعب بن عمير في ديالى ارتكبتها مجموعة إرهابية وليس مليشيات".
من جهته، ذكر طبيب في مستشفى الكندي في بغداد، أن ستة من الجرحى حالتهم خطيرة، مرجحاً أن يرتفع عدد القتلى. وقال الدكتور ابراهيم عبد الله، لـ"العربي الجديد"، إن "من بين القتلى ضابطاً رفيع برتبة عقيد في الوكالة".
في هذه الأثناء، أعلنت محافظة ديالى الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، على أرواح العشرات الذين قضوا في مجزرة جامع مصعب بن عمير. وقال المتحدث باسم المحافظة، عبد الخالق العزاوي، إنه "تم تنكيس الأعلام وإيقاف جميع النشاطات الغير مهمة في ديالى وستنصب سرادق عزاء في المجمع الحكومي حداداً على الضحايا لثلاثة أيام". وأوضح أن "السكان لا يزالون في حالة صدمة بسبب طبيعة الحادث البشع، وقتل العزّل داخل دار عبادة وهم غافلون، ولأسباب طائفية بحتة".
في المقابل، طالب أمير قبائل الدليم ورئيس المجلس العسكري لعشائر العراق، الشيخ علي الحاتم بـ"ردّ سريع وحاسم على جريمة الجامع". وقال في مؤتمر صحافي، عقد صباح اليوم في أربيل، "نتهم مليشيات تابعة لرئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، وقوات إيرانية من الحرس الثوري، بتنفيذ تلك المجزرة البشعة التي فاقت جرائم اليهود في فلسطين".
وأوضح الحاتم، أنّه "في الوقت الذي كنا ننتظر وقف عمليات قصف المدنين العزل بالبراميل، وسحب قوات المالكي من المحافظات الستة الثائرة، قامت هذه المليشيات التابعة للمالكي، والقوات الإيرانية من الحرس الثوري، بارتكاب أبشع مجزرة في التاريخ بحق مجموعة كانت تتعبد في مسجد، في محافظة ديالى".
واعتبر رئيس المجلس العسكري لعشائر العراق، أن "هذه الجريمة لا تقل خطورة عن جرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والمنظمات الإرهابية الأخرى"، مؤكداً "نحن في مجلس ثوار العشائر، نتعهد لذوي الضحايا بأن دماء أبنائهم لن تذهب سدى".
وطالب جميع السياسين بـ"الانسحاب فوراً من العملية السياسية، وعدم الاكتفاء بالإدانات"، داعياً "المراجع الشيعية وعشائر الجنوب إلى اتخاذ موقف صريح وحاسم من تلك الجرائم التي ترتكب بحق السنة على يد الحكومة ومليشياتها"، مناشداً المجتمع الدولي بـ"تصنيف جميع المليشيات الشيعية كمنظمات إرهابية".
في السياق، أعلنت كل من كتلة "الوفاء للأنبار"، وكتلة "ديالى"، و"ائتلاف الوطنية والعربية"، انسحابها من مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية، اعتباراً من اليوم. وقال القيادي في "تحالف العربية" حامد المطلك، لـ"العربي الجديد"، "أعلنت كتل سنية انسحابها، ونتوقع أن تنسحب الأخرى في وقت لاحق من هذا اليوم"، مشيراً إلى أن كتل "الوطنية، والعربية، والوفاء للأنبار، وكتلة ديالى، هي من انسحبت، ولن تعود حتى نرى أن المجرمين صاروا في المكان المناسب لهم".