كشفت مصادر محلية وأمنية عراقية، اليوم الأربعاء، بدء موجة نزوح لعشرات العوائل الكردية من مدينة طوزخورماتو (120 كم شمال شرق بغداد) على خلفية هجمات شنتها مليشيات الحشد الشعبي على الأحياء الكردية بالمدينة في سياق اتساع رقعة المواجهة بين البشمركة وتلك المليشيات.
وقالت المصادر ذاتها لـ"العربي الجديد" إن: "عوائل كردية بدأت بالمغادرة خوفاً من أن يطاولها القصف".
وأوضح مدير الأمن في قضاء طوزخورماتو، فاروق أحمد لـ"العربي الجديد" أن مسلحي مليشيات الحشد الشعبي هاجموا الأحياء الكردية، واعتدوا على منازل المواطنين بعد رشقات من قذائف الهاون استمرت طيلة اليومين الماضيين"، مبيناً أن ذلك أدى لمقتل وإصابة عدد منهم، ما اضطر العشرات منهم للنزوح باتجاه أربيل وكركوك.
ومن التطورات الميدانية، أفاد مصدر كردي مطلع بأن "مسلحي الحشد الشعبي أحرقوا ثمانية مساكن تعود ملكيتها للكرد، كما سيطروا على مبان لدوائر حكومية في القضاء اتخذوا بعضها مقرات عسكرية لهم، في حين اعتدوا على بعض منها، إذ حرقوا ودمروا مبنى دائرة الأحوال المدنية".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، أن "أسراً كردية من سكان طوزخورماتو بدأت بمغادرة المدينة، في حين بقي الشبان والقادرون على حمل السلاح لقتال الحشد الشعبي بصفة متطوعين".
ويستعمل طرفا القتال مختلف أنواع الأسلحة بينها المدفعية الثقيلة، ما أثار مخاوف كبيرة لدى السكان.
في هذه الأثناء، طالب المتحدث باسم البشمركة، الفريق جبار ياور بخروج قوات الحشد الشعبي من قضاء طوزخورماتو، وعزا ذلك إلى عدم وقوع القضاء على خط التماس مع "داعش".
وقال ياور في تصريح صحافي: "لا حاجة لوجود الحشد الشعبي في قضاء طوزخورماتو لأن تنظيم داعش غير متواجد في مركز مدينة طوزخورماتو". واعتبر وجود تلك القوات هناك سبباً لإثارة المشاكل في المنطقة وفي اندلاع القتال بينها وبين البشمركة.
وهاجم المتحدث باسم البشمركة قوات الحشد لاتخاذها مساكن المواطنين في البلدة ثكنات عسكرية.
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش قد طالب في بيان أصدره أمس الثلاثاء، طرفي القتال في طوزخورماتو بوقف القتال وتهدئة الأوضاع.
وأوقع القتال حتى الآن ما لا يقل عن 15 قتيلاً وعدداً مماثلاً من الجرحى في الجانب الكردي، وأكثر من 40 قتيلاً و90 جريحاً في صفوف الحشد الشعبي. وآخر الضحايا الذين سقطوا في القتال ثلاثة من أفراد الشرطة في البلدة أحدهم ضابط بنيران مسلحين من الحشد الشعبي.