العراق: مليشيات تدعمها إيران و"داعش" ترفض "عاصفة الحزم"

27 مارس 2015
+ الخط -
مرة أخرى ينقسم الشارع العراقي، والسبب هذه المرة هو "عاصفة الحزم" التي شنتها السعودية ودول عربية أخرى، بهدف إعادة الشرعية لليمن وإنهاء الانقلاب الحوثي، حيث انقسم الشارع العراقي بين مؤيد ورافض لتلك العملية، والحال نفسه للحكومة والبرلمان، لكن اللافت في هذا المشهد هو توافق تنظيم داعش والمليشيا الموالية لإيران على رفض العملية السعودية، وإن اختلفوا في زوايا ومبررات الرفض.

هذه العملية جاءت في "الوقت المناسب لإنقاذ اليمن من سطوة المليشيات التي سرقت السلطة"، بحسب القيادي في اتحاد القوى، محمد المشهداني، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن الدول العربية استنفدت جميع الحلول السلمية مع جماعة الحوثي الذي رفض الجلوس والتفاوض مع خصومه، مشيراً إلى أن الزحف الحوثي في اتجاه مدينة عدن الجنوبية، مثل خطراً كبيراً على وجود اليمن والدول الخليجية المجاورة.

ودعا عضو الحزب الإسلامي العراقي، مصطفى العاني، إلى دعم التدخل العربي الجوي والبري والبحري في اليمن، لوضع حد لتمادي الجماعات الخارجة على القانون التي أضعفت هيبة الدولة اليمنية، وسيطرت على مقدراتها، مشدداً خلال حديثه لـ"العربي الجديد" على ضرورة الاستفادة من تجربة التدخل العربي في اليمن، للقضاء على النفوذ المتنامي لمليشيات "الحشد الشعبي" في العراق التي باتت تعتقد أن لا سلطة فوق سلطتها، بسبب الدعم الكبير الذي تتلقاه من إيران.

اقرأ أيضاً: "عاصفة الحزم" مستمرة لتمكين هادي.. وأردوغان "منزعج" من إيران

إلا أن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، إسكندر وتوت، استنكر ما وصفه بـ"التدخلات الأميركية السعودية" ضد الحوثيين في اليمن، موضحاً في بيان، أن هذه العملية تمثل تدخلاً واضحاً في شؤون اليمن الداخلية.

كما رفض وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، عملية "عاصفة الحزم"، مؤكداً خلال تصريحات صحافية من شرم الشيخ، أن بلاده ترفض الضربة التي نفذتها المملكة العربية السعودية في اليمن.

الغريب في الموضوع كله، أن تنظيم داعش هاجم الدول الخليجية والعربية الأخرى المتحالفة معها، بسبب العملية التي وصفها بأنها عملية تستهدف قتل المجاهدين وليس مقاتلي الحوثي.

وعلق عدد من قيادات تنظيم داعش في الموصل على العملية وفقاً لتصريح مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بالقول، إن "العملية تهدف لمنع إقامة دولة الإسلام في اليمن، سيستهدفون الحوثة (الحوثيين)، ثم يلتفون على المجاهدين لذا العملية خائبة وخبيثة".

ويتشاطر مناصرون لتنظيم داعش على مواقع التواصل الرأي نفسه، معتبرين أن عاصفة الحزم تهدف لسحب تأييد المسلمين للدولة الإسلامية، وإفقاده شرعيته من خلال خداع المسلمين بأن الحكومات الوضعية قادرة على إصلاح الأمور في المنطقة دون الحاجة للمجاهدين".

ولا يختلف كثيراً موقع المليشيات الممولة إيرانيّاً عن موقف "داعش" في العراق، حيث أعلنت كتائب حزب الله فرع العراق ومليشيا بدر والعصائب، رفضها العملية واستعدادها لما سمته النصرة والمؤازرة لإخوانهم في جماعة أنصار الله، لحماية اليمن من أعداء الإسلام".

اقرأ أيضاً: إيران: الحرب على الحوثيين "فاشلة"

دلالات