العراق: معارك محتدمة بالفلوجة دون تقدم..والجبوري يدعو لممرات آمنة

23 مايو 2016
مقتل وإصابة عشرات المدنيين بفعل القصف (فرانس برس)
+ الخط -
تستمر المعارك حول مدينة الفلوجة بين القوات العراقية، تساندها مليشيات "الحشد الشعبي" ومستشارون من الحرس الثوري الإيراني، وبين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، للساعة الثامنة على التوالي، وسط قصف أميركي كثيف بواسطة الطيران الحربي والمدفعية والصواريخ متوسطة المدى، دون تحقيق تقدم ملحوظ في سير العمليات.

وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في وقت مبكر من صباح اليوم، انطلاق معركة تحرير الفلوجة، وقال في كلمة متلفزة موجهة للعراقيين من مقر قيادة العمليات المشتركة، إن عملية تحرير المدينة بدأت، مؤكدا أن الفلوجة ستعود إلى أهلها، ويرتفع العلم العراقي فوق مبانيها.

وأضاف: "اقتربت لحظة الانتصار الحاسم، وليس أمام تنظيم "داعش" إلا الفرار"، مشيرا إلى عقد العزم على تحرير الانتظار، بعد اتفاق كلمة العراقيين على التوحد من أجل تحقيقه.

ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن المعارك تتركز شمالاً على بعد 5 كيلومترات من محطة قطار الفلوجة وخط سكك الحديد المتجه إلى بغداد شرقاً، ومن المحور الشرقي تجري المعارك على مقربة من معامل الطابوق الحراري، ومن الجنوب من محور جامعة الفلوجة ومنطقة عامرية الفلوجة، ومن الغرب من محور الفلاحات وقرب محطة الوقود العسكرية سابقاً.

وأضافت المصادر أن "الجيش فتح مجرى من الفرات إلى محيط الفلوجة، بهدف إغراق المناطق المحيطة لإبطال مفعول الألغام التي وضعها "داعش" لإعاقة تقدم القوات المشتركة".

ووصفت المصادر العسكرية العراقية المعارك بـ"العنيفة"، مبينة أنه "من المبكر الحديث عن نتائج الآن"

من جهتها، أكدت مصادر محلية داخل المدينة، لـ"العربي الجديد"، مقتل وإصابة عشرات المدنيين بفعل القصف الصاروخي والجوي، في الوقت الذي لا تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم خوفاً من الاستهداف من قبل الطائرات التي تجوب سماء الفلوجة.

إلى ذلك، دعا رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، اليوم، إلى فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من مدينة الفلوجة.

وقال مكتب رئيس البرلمان العراقي، في بيان، إن الجبوري استقبل اليوم قائد عملية تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، ودعا إلى تجنيب السكان المحليين أضرار المعارك، مشددا على ضرورة "الاستفادة من النقمة الواسعة بين أهالي الفلوجة ضد ممارسات تنظيم "داعش" طيلة فترة احتلاله للمدينة".

واضاف: "برهنت القوات العراقية على دقتها واحترافيتها في معركة تحرير الرطبة، بعد أن حيدت المدنيين وأبعدت عنهم نيران المعارك"، معبرا عن أمله بتكرار ذلك في معركة الفلوجة.

وفي سياق متصل، باركت عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، لقاء وردي، انطلاق عملية تحرير الفلوجة، داعية، في بيان، إلى أن تكون العمليات العسكرية بيد القوات المسلحة من الجيش والشرطة وقوة مكافحة الارهاب ومسلحي العشائر حصرا، رافضة مشاركة مليشيا "الحشد الشعبي" في المعارك، "بسبب حساسية الموقف في الفلوجة، والتخوف الكبير من انعكاس مشاركة الحشد بشكل سلبي على نتائج المعركة".

وحصل "العربي الجديد" على قائمة الجهات المشاركة بالهجوم على المدينة من محاورها الأربعة، وهي قوات الجيش وقوات الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، والشرطة المحلية، وعشيرة البو عيسى، ومليشيات "الحشد الشعبي"، أبرزها "أنصار المرجعية" و"علي الأكبر" و"العباس" و"الإمام علي" و"أبي الأحرار الجهادية" و"بدر" و"سرايا عاشوراء"، و"سرايا أنصار العقيدة"، و"حزب الله"، و"العصائب" و"الجهاد"، و"الخراساني"، و"الكرار" و"المنتظر" و"لواء مجاهدي الأهوار"، و"كتائب سيد الشهداء"، يرافقهم العشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين سيقدمون الاستشارة لتلك المليشيات، فيما تتواجد كتائب مدفعية وصواريخ ولواءا دروع تحت غطاء كثيف من المروحيات العراقية ومقاتلات "إف 16" و"إف 18" الأميركية.

وبخصوص تطورات الساعات المقبلة، أوضح محافظ الأنبار، صهيب الراوي، أنها ستشهد إعلان النصر في الفلوجة، مؤكدا، في بيان أيضا، أن الفرق الإغاثية والطبية سترافق تقدم القوات العراقية في المدينة. وذكر: "لن يقر لنا قرار حتى نغيث أهلنا المحررين ونذلل معاناتهم".