وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إن مسلحين يستقلون سيارات رباعية الدفع هاجموا الساحة من أربعة اتجاهات وأطلقوا الرصاص الحي بكثافة على المعتصمين بهدف إرغامهم على ترك ساحة الحبوبي.
وأوضحت المصادر أن المتظاهرين هربوا إلى الأزقة القريبة بعيداً عن إطلاق النار، ليقوم بعدها المسلحون بحرق خيم المعتصمين.
وأشارت المصادر إلى أن نيران حرق خيم المعتصمين تمددت لتشمل متاجر قريبة من الساحة، مؤكدة أن المعتصمين أطلقوا نداءات استغاثة إلى عشائر وأهالي ذي قار للوقوف إلى جانبهم ضد قمع السلطات والأحزاب والمليشيات المرتبطة بها.
وأعلنت السلطات المحلية في ذي قار تعطيل الدوام الرسمي الإثنين، بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها المحافظة.
كما شهدت مدينة النجف تظاهرات ليلية مطالبة بوقف القمع الحكومي للمتظاهرين، وأكد المحتجون في النجف وقوفهم إلى جانب اعتصامات المحافظات الأخرى، وخصوصاً في بغداد وذي قار والبصرة التي تتعرض ساحات الاحتجاج فيها لحملة قمع منظمة تمثلت في حرق الخيم فضلا عن إطلاق الرصاص الحي والاعتقالات التي طاولت المحتجين.
واستمرت الاحتجاجات في محافظات بغداد وواسط والبصرة وبابل والقادسية وميسان وكربلاء والتي رفضت تزايد أساليب القمع الحكومي، فضلاً عن دعوتها إلى الاستجابة السريعة لمطالب المحتجين.
وأوضحت المفوضية أنها "وثقت مقتل 12 متظاهراً، منهم 9 في محافظة بغداد، و3 في ذي قار"، مضيفة أنها "وثقت إصابة 230 من المتظاهرين والقوات الأمنية، منهم 118 في بغداد و78 في ذي قار، و34 في البصرة، فضلا عن تسجيل 89 حالة اعتقال لمتظاهرين في محافظتي بغداد والبصرة".
احتجاجات غاضبة بعد الهجوم
إلى ذلك، شهدت ساحات الاحتجاج، اليوم الإثنين، في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات تظاهرات غاضبة شارك فيها الآلاف، لرفض عمليات القمع التي تمارسها السلطات العراقية والمليشيات ضد المتظاهرين، وآخرها الهجوم على المعتصمين في ساحة الحبوبي في ذي قار.
ومنذ فجر الإثنين، استنفر متظاهرو ساحة التحرير صفوفهم بعد ورود معلومات عن تجمع قوة مسلحة في شارع أبو نؤاس القريب من الساحة، وخرجوا في مسيرات تحدت مليشيات وأحزاب السلطة، كما ردّدوا هتافات مؤيدة لمتظاهري الناصرية الذين قالوا إنهم تعرضوا للغدر من قوات الأمن والأحزاب والمليشيات، وانتشر المحتجون في ساحة التحرير بكثافة حول الساحة، معلنين أنهم سيتصدون بصدورهم وسلميتهم لأي هجوم جديد يتعرضون له.
وإلى ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، عاد المتظاهرون بكثافة، وقاموا بنصب خيم اعتصام جديدة، كما قام بعضهم بجلب مواد البناء لتشييد أماكن أكثر تحصيناً لحماية المعتصمين من الهجمات الغادرة التي باتوا يتعرضون لها ليلاً بشكل مستمر.
كما انضم أبناء العشائر وذوو المتظاهرين إلى تظاهرات واسعة جابت شوارع ذي قار صباح اليوم الإثنين، للمطالبة بإقالة جميع الضباط والمسؤولين، وتطهير المحافظة من المليشيات الخارجة عن القانون، مبينين أن الساعات المقبلة ستشهد تصعيداً في مظاهر الاحتجاج بمدينة الناصرية التي أصبحت مستباحة أمام آلة القتل.
وخرجت جموع المتظاهرين في محافظات النجف وكربلاء وبابل والقادسية وواسط، للتعبير عن استنكار الهجوم الذي وصفوه بالغادر الذي تعرضت له ساحة الحبوبي، مؤكدين أن احتجاجاتهم ستستمرّ حتى محاسبة جميع قتلة المتظاهرين.
وشهدت البصرة احتجاجات ليلية استمرت حتى صباح الإثنين، أعلن من خلالها المتظاهرون وقوفهم إلى جانب ساحات الاحتجاج التي تتعرض للقمع، وآخرها ساحة الحبوبي، مجددين مطالبتهم بإقالة محافظ البصرة أسعد العيداني، وقائد عمليات الجيش بالمحافظة قاسم نزال، وقائد الشرطة رشيد فليح، وقائد قوة الصدمة علي مشاري بسبب مساهمتهم في القمع، ورفع خيم معتصمي البصرة في وقت سابق.
ورفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قيام المتظاهرين بقطع الطرق وإغلاق المؤسسات، مطالباً في بيان بإرجاع الدوام في جميع المدارس، بما فيها مدارس مدينة الناصرية.
وطلب من المتظاهرين إعلان البراءة من المحتل (الأميركي) فوراً، مضيفاً أن "إعلان العداء لجميع دول الجوار أمر غير مقبول، على الرغم من أني وإياكم نختلف معهم في كثير من سياساتهم وتعاملاتهم مع العراق، إلا أن العداء لهم لا يصب في مصلحة بلدنا، بل نحتاج إلى عمل سياسي نزيه للتعامل معهم".
وأضاف: "يوجد اختراق واضح من بعض الجهات السياسية الفاسدة للاعتصامات، فلا بد من وضع حدّ فوري لذلك"، مطالباً بطرد من وصفهم بـ "المسيئين" من المتظاهرين.