على الرغم من محاولات الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني، لتشكيل تحالف كردي موحد يتفاوض مع أحزاب بغداد بشأن الحكومة المقبلة، إلا أن أحزابا كردية أخرى تسعى لتشكيل جبهة ممثلة لإقليم كردستان بعيدا عن حزب البارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني.
وكشف مصدر سياسي كردي بمحافظة السليمانية (إحدى محافظات إقليم كردستان) عن وجود تقارب كبير بين أحزاب كردية عدة لتشكيل جبهة تدافع عن حقوق الإقليم في بغداد، موضحا لـ"العربي الجديد" أن الحوارات بهذا الشأن تتم بين تحالف الديمقراطية والعدالة، الذي يتزعمه نائب رئيس الوزراء العراقي السابق برهم صالح، وحركة التغيير، والجماعة الاسلامية، والحزب الشيوعي الكردي، والاتحاد الإسلامي الكردستاني.
وأضاف المصدر: "إلى غاية الآن لم يتم الاتفاق النهائي بين هذه الاحزاب"، مشيرا إلى وجود اتفاق يؤكد على عدم التحالف مع حزبي البارزاني والطالباني، مبينا أن "الجبهة المؤمل أن تنبثق قريبا ستطالب بمنحها جزءا من المناصب التنفيذية المخصصة للأكراد، وإنهاء احتكار الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني لهذه المناصب".
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم تحالف الديمقراطية والعدالة الكردي، ريبوار كريم، وجود محاولات لتشكيل جبهة كردية من أربعة أحزاب تعمل في إقليم كردستان، مشيرا، خلال تصريح صحفي، إلى "وجود خطوات على طريق تشكيل هذه الجبهة التي تهدف لخدمة مواطني الإقليم".
ولفت كريم إلى أن تحالفه مهتم بالطعون التي قدمت إلى مفوضية الانتخابات، والتي تشير بالدلائل إلى "وجود تزوير في العملية الانتخابية"، مضيفا "ننتظر إجابة الجهات المعنية بهذا الشأن، ثم ننظر ماذا نفعل".
يشار إلى أن الأحزاب الكردية الكبيرة كانت قد أرسلت الأسبوع الماضي وفودا إلى بغداد للقاء التحالفات الفائزة وبحث تفاهمات تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي هذا الشأن، قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث السورجي، إن "لقاءات بغداد كانت استطلاعية فقط"، مؤكدا عدم وجود أية كتلة مقربة للاتحاد في عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
وأوضح السورجي أن زيارة بغداد كانت تهدف لمعرفة وجهات نظر الكتل السياسية الفائزة، فضلا عن الاطلاع على مطالبها، مبينا أن حزبه لم يحدد الكتلة التي سيتحالف معها لتشكيل الحكومة.
وأوضح أن مطلب الاتحاد الوطني الكردستاني الأساس هو تطبيق المادة 140 من الدستور وبتوافق الجميع.
وحقق الحزب الديمقراطي الكردستاني تقدما واضحا في إقليم كردستان بحصوله على 25 مقعدا، تلاه الاتحاد الوطني الكردستاني بـ17 مقعدا، فيما حققت حركة التغيير وأحزاب كردية أخرى تراجعا في الانتخابات التشريعية العراقية التي جرت في الثاني عشر من الشهر الحالي.