يلف الغموض المعارك الدائرة بين القوات العراقيّة المدعومة بمليشيات "الحشد الشعبي" وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في بيجي التابعة لمحافظة صلاح الدين، شمال بغداد، ففي الوقت الذي يتحدّث فيه الإعلام الحكومي عن تحرير البلدة لأكثر من ثلاث مرات خلال أقلّ من أسبوع واحد، تؤكّد مصادر في البلدة استمرار وجود "داعش" وتواصل معارك الكرّ والفر فيها.
وأعلنت خليّة الإعلام الحربي التابعة لمليشيات "الحشد الشعبي"، "تحرير بلدة بيجي بشكل كامل، يوم الأربعاء الماضي"، ثم أعلنت الخميس عن تحريرها بالكامل، ومن ثم عادت "لتحررها من جديد" يوم الجمعة.
وقال مصدر عشائري في بلدة بيجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "داعش يقاوم مقاومة شرسة، كما أنّه يشن معارك كرٍّ وفرٍّ على القوات العراقيّة، ويحقق تقدماً في بعض الجبهات"، مؤكّداً "عدم سيطرة القوات العراقية حتى اليوم إلّا على أطراف بيجي وبعض القرى النائية"، ومبيناً أنّ "طرق إمداد داعش من الموصل لم تقطع، الأمر الذي منح التنظيم إمكانيّة في استمرار الإمدادات العسكريّة".
وأشار إلى أنّ "تقدّم القوات العراقيّة بطيء جدّاً وليس كما يتحدّث الإعلام عنه"، مشيراً إلى "ضعف ضربات الطيران العراقي الذي لا يرقى لمستوى المعركة، ولم يحقق حتى الآن أهدافاً قوية".
من جهته، أكّد النائب عن محافظة صلاح الدين، شعلان الكريّم، أنّ "المعارك مستمرة بين الجانب العراقي وداعش في بيجي والصينينة".
وقال الكريّم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقيّة سيطرت على أبراج المراقبة المحيطة ببيجي، وقرية البو جواري"، مؤكّداً "وجود دور كبير لأبناء العشائر في المعارك".
وأشار، إلى أن "أهالي قرية السلام ومعمل الأسمدة انتفضوا ضدّ داعش، وتقدّموا عليه بشكل كبير".
في غضون ذلك، أكّد "التحالف الوطني" الحاكم في العراق، أنّ "الحكومة ستمنح روسيا الضوء الأخضر لتوجيه ضربات جويّة ضد داعش في العراق".
وقال الأديب في تصريح صحافي، إنّ "ضربات التحالف الدولي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، الأمر الذي يستوجب الطلب من روسيا لتنفيذ ضربات جويّة للتأثير على تنظيم داعش"، مؤكّداً "عدم وجود اعتراضات على التدخّل الروسي".
وأضاف، أنّ "العراق لديه مع روسيا ملفات كثيرة مشتركة، منها طلبات الأسلحة والعتاد، وطائرات الهليكوبتر والمقاتلات، ما يوسّع دائرة التعاون المشترك".
يشار الى أنّ الحكومة العراقيّة منعت وسائل الإعلام من إرسال مراسليها لمتابعة معارك بيجي وصلاح الدين، فيما انفردت المؤسسات الإعلاميّة الحكوميّة والتابعة لمليشيا "الحشد الشعبي" بتغطية الأحداث، الأمر الذي أثار شكوكاً كثيرة حول صدقيّتها في نقل الحقيقة.
اقرأ أيضاً: السيستاني يدعو المليشيات العراقية للحفاظ على أرواح المدنيين