رئيس الوزراء العراقي المكلَّف يتجه نحو أربيل لكسب دعم القوى الكردية

09 فبراير 2020
علاوي وعد بعدم تغيير الاتفاقات السابقة (الأناضول)
+ الخط -

قبيل زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة العراقية المكلف محمد توفيق علاوي لإقليم كردستان العراق، في إطار مفاوضاته لتشكيل حكومته، أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أنه استطاع كسب نقاط جديدة لمصلحته في ما يتعلق بدعم القوى السياسية الكردية له، بعد وعود قدمها لهم، من بينها عدم تغيير الاتفاقات السابقة بين الإقليم وحكومة عبد المهدي المستقيلة. 

ويخوض علاوي حالياً حواراته مع الكتل الرئيسة للحصول على دعمها لتشكيل حكومته، وأعلنت حكومة كردستان، في وقت سابق، أن علاوي يعتزم زيارة الإقليم لبحث ملف تشكيل الحكومة.

وأبلغ مسؤول عراقي في بغداد، "العربي الجديد"، بأن رئيس الوزراء المكلف استطاع، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، الحصول على دعم قوى كردية عدة في إقليم كردستان بشكل أولي، أبرزها الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي، وذلك بعد تعهدات منه بعدم الطعن أو التغيير في أيٍّ من الاتفاقات المبرمة بين بغداد وأربيل، التي عُقدت في السنة الأولى من حكومة عبد المهدي المستقيلة، من بينها اتفاق الموازنة واتفاق مرتبات موظفي الإقليم، واتفاق النفط وموضوع كركوك.

وبيّن المتحدث لـ"العربي الجديد" أن "زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة لأربيل ولقاءاته مع القادة الكرد أفضت إلى تقارب كبير ودعم سياسي كردي مشروط لعلاوي"، كاشفاً عن تعهد علاوي بإبقاء وزارة المالية للكرد، فضلاً عن مقاعد وزارية أخرى، ومناصب مهمة في حكومته، والسعي إلى "تفكيك الأزمات والمتعلقات بين بغداد وأربيل".

وأكد أن "زيارة علاوي المرتقبة لأربيل ستكون لإتمام زيارة صالح، وأنه سيجري التوافق مع الجانب الكردي بشكل واضح، ويحصل على دعمهم ليكمل حواراته مع الكتل الأخرى".

في غضون ذلك، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني دعمه لعلاوي، مطالباً بمنحه فرصة لتشكيل حكومته.

وقالت النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ميادة إسماعيل، لـ"العربي الجديد"، إن "علاوي بحاجة إلى دعم برلماني وشعبي، وعلى الجهات السياسية أن تراعي أن العراق يمرّ بمرحلة خطيرة، ويجب على الجميع أن يدعموا علاوي لتشكيل الحكومة، والابتعاد عن المحاصصات المقيتة، ونتجه نحو القضاء على الفساد".

وأشارت إلى أن "مباحثات الكرد ركزت على تطبيق الدستور، إذ إن تطبيق الدستور ليس في مصلحة الجانب الكردي فقط، بل في مصلحة جميع العراقيين"، مؤكدة أن "ما يهمنا الحصول على حقوقنا الموجودة بالدستور، وعلى علاوي أن ينفذ كل الحقوق في الدستور، إذا ما أراد النجاح سيطبقه ويعطي كل جهة حقها الدستوري، فإذا ما طبق الدستور فلن تبقى لنا أي مشاكل أخرى".

ودعت إسماعيل إلى "منح فرصة لعلاوي حتى يثبت نفسه من خلال تشكيل حكومته، ومن ثم نرى المشاريع التي يسعى إلى تنفيذها، ونحن ككتل كردستانية نريد أن نكون جزءاً من الحل ولا نريد زيادة الأزمة، ونريد فرصة اختبار تمنح لعلاوي"، محذرة من أنه "إذا ما بقيت الكتل مصرة على استحقاقاتها الخاصة، فإن البلاد ستتجه نحو أزمات خطيرة".

ويحذر الكرد من فشل علاوي بتشكيل حكومته إذا لم يرض الجانب الكردي.

وقال النائب عن الحزب الديمقراطي شيروان الدوبرداني إنه في حال عدم اتفاق علاوي مع الأحزاب الكردية فإنه "سيفشل بتشكيل حكومته".

وأكد الدوبرداني، في تصريح صحافي، أن "زيارة علاوي المرتقبة لكردستان تهدف إلى إجراء مباحثات تشكيل الحكومة واستحقاقات الكرد".

ويؤكد تحالف الفتح (الجهة السياسية الممثلة لـ"الحشد الشعبي") الداعم لعلاوي، بأنه تعهد بتشكيل حكومة مستقلة.

وقال النائب عن التحالف أحمد الكناني، في تصريح صحافي، إن "علاوي أكد للكتل السياسية أن حكومته ستكون ممثلة لجميع الطوائف، وليست من الأحزاب، بل حكومة مستقلة"، مرجّحاً أن "ترى حكومة علاوي النور خلال أسبوعين".

دلالات