قتل ضابط برتبة لواء في الشرطة العراقية، اليوم الجمعة، وأصيب تسعة عناصر، في تفجير صهريج عسكري مفخخ عند نقطة للشرطة في بيجي، حيث تحرز القوات العراقية تقدماً على حساب تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، بحسب ما أفادت مصادر أمنية ومحلية.
وقال ضابط برتبة لواء في قيادة عمليات محافظة صلاح الدين إن "انتحارياً يقود صهريجاً عسكرياً فجر نفسه عند نقطة تفتيش في الحي الصناعي كانت تضم آمر لواء في الشرطة الاتحادية، ما أدى إلى مصرعه على الفور واصابة تسعة عناصر". واكد محافظ صلاح الدين، أحمد الكريم، حصيلة التفجير الذي وقع في جنوب بيجي التي تبعد 200 كيلومتر شمال بغداد.
في غضون ذلك، تجدّدت أعمال العنف في العراق، اليوم الجمعة، لتوقع عشرات القتلى والجرحى بينهم عناصر أمن، فيما أعدم عناصر تنظيم "داعش" ثلاث نساء، في وقت أعلن فيه مكتب رئيس الوزراء عن إحراز تقدم في محافظة الأنبار الغربية.
وقال مصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، إن "مدنيين قتلا وأصيب 10 آخرون بانفجار عبوة ناسفة قرب سوق شعبية في منطقة أبو دشير، جنوبي بغداد".
فيما "قتل ثلاثة عناصر شرطة وأصيب خمسة آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية لهم في منطقة اليوسفية، جنوبي بغداد، وقتل ثلاثة مدنيين وأصيب 11 آخرون بانفجار عبوة ناسفة عند عربة لبيع الخضار في قضاء المدائن، جنوبي بغداد".
وفي صلاح الدين، "قتل سبعة جنود وأصيب سبعة آخرون بانفجار في ناحية يثرب التابعة لقضاء بلد، جنوب تكريت".
وفي الموصل، أقدم تنظيم "داعش" على إعدام ثلاث عاملات في صالون حلاقة في منطقة دورة قاسم الخياط، شرقي الموصل، بطلقات نارية في الرأس، وسلّموا جثثهن للطب العدلي.
في الأثناء، أعلن مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، في بيان صحافي، أنّ "القوات المسلحة تمكنت من تحرير مناطق دويليبة والمحاسنة والمداريخ وصولاً للجسر الكونكريتي الرابط مع عامرية الفلوجة، ورفع العلم العراقي على الجسر".
السيستاني والجيش
من جهة أخرى، قال المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، إن "الفساد في القوات المسلحة العراقية مكّن (داعش) من السيطرة على مناطق كبيرة في شمال البلاد"، في انتقاد من شأنه الضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات في مواجهة التمرد.
وزاد السيستاني من انتقاده لقادة العراق منذ أثار تقدم "داعش" أسوأ أزمة تعيشها البلاد منذ الاحتلال الأميركي الذي أسقط نظام صدام حسين عام 2003.
وتلا مساعد للسيستاني، في بث تلفزيوني مباشر من مدينة كربلاء في جنوب البلاد، خطبة الجمعة للمرجع الشيعي العراقي الأعلى طرح خلالها تساؤلاً افتراضياً عمّا إذا كان الجيش فاسداً.
وقال: "نعتقد أن ما حصل من تدهور أمني قبل أشهر هو الكفيل بالإجابة عن ذلك. إن الموضوعية تقتضي أن يتسلّم المواقع العسكرية المختلفة مَن يكون مهنياً وطنياً مخلصاً شجاعاً لا يتأثر في أداء واجبه بالمؤثرات الشخصية أو المادية".
وقال: "في الوقت الذي نشد على أيادي أبنائنا المخلصين وهم كثر في القوات المسلحة، نتمنى أن تعالج بعض المشاكل التي تضعف هذه المؤسسة والقضاء على كل مظاهر الفساد وإن صغرت فإن صغير الفساد كبير".
وخلال الاشهر القليلة الماضية انتقد السيستاني، علانية، القادة العراقيين ورجال السياسة قائلاً إن صراعاتهم وخلافاتهم الطائفية تقوّض البلاد.