العراق: عشائر الخالدية تتّحد لمواجهة "داعش"

16 يونيو 2015
مسلّحو العشائر صدوا هجوماً لداعش (فرانس برس)
+ الخط -

تعتمد عشائر محافظة الأنبار غربي العراق، على إمكاناتها البسيطة والسلاح البسيط المتوفر لديها في الدفاع عن نفسها من هجمات تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، الأمر الذي يؤدي عند كل مواجهة، إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف العشائر.

وبعد سقوط مدينة الرمادي، وغالبية مناطق الأنبار بيد التنظيم، بقيت بعض المناطق في المحافظة صامدة بوجهه، على الرغم من قلّة التسليح والإعداد، معتمدةً على نفسها في صدّ هجمات "داعش" وحماية مناطقها، في حين اتخذت عشائر قضاء الخالدية (شرق الرمادي) قراراً بعدم الانسحاب من القضاء، متعاهدةً على قتال التنظيم حتى الموت.

وفي هذا السياق، قال عضو مجلس عشائر القضاء الشيخ علي المرعاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "البقاء في محافظة الأنبار بالنسبة للعوائل والمدنيين أصبح أمراً خطيراً جداً، خصوصاً مع التقدم الكبير لداعش في المحافظة، مما يجعل الجميع يواجهون خطر القتل من قبل التنظيم".

كما اعتبر أنّ "المأساة تكمن في نزوح العوائل إلى مناطق أكثر أمناً، الأمر الذي عرّضها للإذلال في معبر بزيبز والإهانة والمنع من الدخول، والحياة البائسة بكل معنى الكلمة"، مشيراً إلى أنّ "عشائر الخالدية اجتمعت وتدارست الموقف (النزوح ومخاطر داعش) في ظل هذا الوضع الأمني المتردي، وقرّرت البقاء في القضاء وعدم النزوح منه مهما كلّف الأمر".

وأشار إلى أنّ "عشائر القضاء وهي البوعيثة والبومرعي والبوخليفة والعشائر الأخرى، تعاهدت على قتال التنظيم والدفاع عن البلدة وعن العوائل حتى الموت"، مبيّناً أنّ "العشائر تضمّ خبرات عسكريّة كبيرة من الضباط في الجيش العراقي السابق والشباب الذين واجهوا تنظيم القاعدة في 2006–2007، والذين صمدوا بوجه داعش منذ نحو عام ونصف".

وأكّد الشيخ، أنّ "العشائر جمعت كل هذه الخبرات ووضعت خطة أمنيّة لحماية البلدة، من خلال تحصينها بنقاط مراقبة محصنة بسواتر ترابية، وتوزيع مسلحي العشائر على شكل خطوط للصد، فضلاً عن توزيع وتقسيم المهام بين مقاتلي العشائر بشكل منظّم وعلى شكل واجبات في الليل والنهار".

في غضون ذلك، قال عضو المجلس المحلي لقضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي، أنّ "العشائر تمكّنوا من صدّ هجومٍ خاطف، نفّذه تنظيم "داعش" من الجهة الشمالية للقضاء".

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "تنظيم داعش حاول شن هجوم من جهتها الشمالية، بعشرات السيارات والهمرات، لكنّه فوجئ بخطوط دفاعية يصعب اقتحامها، وكثافة نار من قبل مقاتلي العشائر، الذين تمكنوا من قتل نحو 30 عنصراً من التنظيم، مما أسفر عن إحباط الهجوم وانسحاب عناصر داعش".

وتمكّن تنظيم "داعش" منتصف مايو/أيار المنصرم، من السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار وغالبية مدن المحافظة، بعد قتال دام نحو عام ونصف، فيما نزحت مئات العوائل باتجاه بغداد، الأمر الذي تسبب بكارثة إنسانية خطيرة.

اقرأ أيضاًتسليح ألف مقاتل من أبناء عشائر الأنبار لتحرير الرمادي

المساهمون