ولم يعالج انتشار المولدات الأهلية في جميع أنحاء العراق، مشكلة النقص الحاد في الطاقة الكهربائية، فالوقود ومشاكل توفيره وأسعاره وتعطل المولدات ومشاكل أسلاك نقل الطاقة إلى المنازل، لا تكاد تنتهي، ما جعل معضلة الكهرباء في العراق تاريخية، عانى بسببها العراقيون الأمرّين وما زالوا.
ويوضح المهندس كنعان عبدالسميع (31 عاماً) لـ"العربي الجديد" أن "معضلة الكهرباء في العراق لا حل لها، كونها قضية سياسية تماما، فمن يقول إنَّ الحكومات العراقية المتعاقبة لم تكن قادرة على حل هذه المعضلة، فهو واهم تماما، والدليل انتشار المولدات الأهلية في كافة أنحاء العراق، فلماذا لا تستثمر الحكومة تلك المولدات بمولدات عملاقة للمدن، وتقوم بربطها بالشبكة الوطنية؟ وهذا يعني أنَّ معضلة الكهرباء سياسية لتعذيب الشعب العراقي وتدميره".
ويتابع عبدالسميع "وجدنا أنَّ أفضل حل لهذه المشكلة المستعصية التوجه نحو بدائل توفير الطاقة الكهربائية، كالصحون الشمسية التي تعتمد على أشعة الشمس، خاصةً في فصل الصيف الحار جدا في العراق، وتحويل تلك الحرارة إلى طاقة، حيث يقوم الصحن الشمسي، وهو صحن يشبه الستالايت الخاص بجهاز التلفزيون، بتجميع أشعة الشمس في بؤرة تسلط على خزان من الحديد أو الألمنيوم، مرتبط بأنبوبين للمياه، فتعمل حرارة الشمس على غلي الماء وتحويله إلى بخار، ونستعمل هذا البخار في تدوير مولد منزلي صغير لتوليد الكهرباء، بما يعادل حوالى 10 أمبيرات".
مبتكر وسهل
ولا تعتبر عملية صناعة الصحن الشمسي مكلفة، فهي طريقة سهلة ورخيصة، يقوم بعض الشباب بعملها في المنزل، وتحويل أي مولد منزلي صغير، حتى لو كان محركه عاطلاً عن العمل من التشغيل بوقود البنزين إلى وقود البخار المضغوط.
كما يشرح عمر مصطفى (27 عاما) مبتكر صحن شمسي يدور مع الشمس إلكترونيا حتى المغيب، موضحا أنَّ "الطاقة الشمسية تستغلها جميع دول العالم الكبرى في توليد الطاقة، ومعروف أنَّ أجواء العراق حارة للغاية وصحراوية، وتكون السماء في أغلب أوقات السنة صافية ومشمسة، لذلك فكرنا كشباب في تعويض النقص في الكهرباء، عبر ابتكار أو تقليد بعض الابتكارات المتوفرة على الإنترنت، وفعلا جربت ذلك بنفسي، حيث قمت بصناعة صحن شمسي متوسط الحجم، يدور إلكترونيا مع الشمس لتحويل أشعتها إلى طاقة".
مضيفا: "الصحن الشمسي غير مكلف، وبإمكان أي شخص صناعته في المنزل من
صحن ساتلايت قديم، وتغطيته بورق الألمنيوم اللّماع، ثم نأتي بسخان ماء قديم وننزع منه الخزان الصغير الذي بداخله، ونربط به أنبوبين للماء، أحدهما يزوده بالماء والآخر يخرج منه بخار الماء المتولد، ليذهب إلى مولد الطاقة.
فمهمة الصحن الشمسي تجميع أشعة الشمس وتوجيهها نحو الخزان الصغير المثبت أمام الصحن، وعندها سيغلي الماء ويتحول إلى بخار، متجها إلى دينامو صغير أو مولد منزلي قديم عاطل، شرط أن يكون الدينامو يعمل، وببعض التعديلات البسيطة جدا يبدأ المولد بالعمل على طاقة البخار" والتي ينصح من أراد تطبيقها بدراستها والاحتياط لإجراءات السلامة.
الخلايا الهيدروجينية
وتوجه شباب آخرون نحو الخلايا الهيدروجينية، لكنها مكلفة بعض الشيء، وتوفر طاقة أقل من تلك التي توفرها الصحون الشمسية.
المهندس الإلكتروني وسام الراوي أوضح لـ"العربي الجديد" أنَّ العديد من الشباب أجروا اختباراتهم على خلايا توليد غاز الهيدروجين، لاستخدامه كوقود بدلاً من وقود الديزل، لكن العقبة التي واجهوها هي تكلفة صناعة تلك الخلايا، فضلا عن كمية الطاقة المحدودة التي توفرها للاستهلاك، لذلك أصبحت خلايا الهيدروجين تجد طريقها نحو تقليل صرفيات الوقود وليست تعويضه بالكامل، وأصبحت الصحون الشمسية أفضل حل لتعويض نقص الكهرباء في العراق".
اقرأ أيضا: "لأنك عراقي" حملة شبابية من كربلاء لنبذ الطائفية