العراق: ديالى تحت القصف وقوات "مرافقة للجيش" تعتقل مدنيين

21 سبتمبر 2014
قوات عراقية في الرمادي (أزهر شلال/فرانس برس)
+ الخط -

تجدّد قصف القوات الحكومية بالطائرات وصواريخ الراجمات وقذائف المدفعية، على مناطق في قضاء المقدادية وناحية دلي عباس في محافظة ديالى، فيما اعتقلت قوات "مرافقة للجيش" العراقي عدداً من المدنيين في المحافظة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

وقال مصدر أمني في المحافظة، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش العراقي قصف اليوم، عدة قرى في المحافظة مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وتدمير عدد من المنازل السكنية".  وأضاف أن "مئات العوائل نزحت على خلفية القصف والعمليات العسكرية في ديالى". يأتي القصف رغم إصدار رئيس الحكومة حيدر العبادي، أوامر بالتوقف عن قصف المناطق المدنية، في إطار الحملة على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهو ما نشط به بقوة سلفه نوري المالكي.

من جهتها، قالت النائبة عن محافظة ديالى ناهدة الدايني في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ "الأجهزة الأمنية نفّذت منذ الأمس عملية أمنية في المقدادية لإجلاء داعش عنها".

وأكّدت الدايني، أنّ "هذه العملية التي بدأت منذ الأمس، ترافقت مع عمليات قصف حكومي عشوائي على المنازل بالطائرات والمدفعية والراجمات ما تسبب بمقتل عدد من المدنيين"، مؤكدة أنّ "القصف الحكومي تجدّد اليوم أيضاً، وأنّه طال مناطق قرى سنسل في المقدادية ومناطق شروين في ناحية دلي عباس".

وطالبت الدايني الحكومة بـ"الدقة باستهداف المسلحين والحرص على أرواح المدنيين". وأكدت "تنفيذ حملة اعتقال، خلال العملية، طالت أكثر من 15 شاباً من المحافظة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة"، مبينة أن "من نفذ عملية الاعتقال ليست قوات الجيش وإنما القوات الأخرى التي ترافقها"، غير أنها لم تحدد من هذه القوات.

وتابعت الدايني أن "مصير المعتقلين لا يزال مجهولاً حتى الآن، وأن الجهات المشاركة بالعملية الأمنية هي الجيش والشرطة والاستخبارات والحشد الشعبي وقوات سوات والقوات الخاصة، وكل منها تتنصل عن مسؤولية الاعتقالات والانتهاكات التي ترتكب خلال العمليات". وحملت الجهات الأمنية "مسؤولية سلامة المعتقلين".

 في غضون ذلك، قال مصدر أمني في ديالى، رفض كشف هويته، لـ"العربي الجديد"، إن "اشتباكات عنيفة وقعت، صباح اليوم، بين القوات الأمنية مسنودة من الحشد الشعبي ومسلحي (داعش) في محيط قرى سنسل في قضاء المقدادية".

وأوضح المصدر نفسه أن "الاشتباكات أسفرت عن مقتل عنصرين من الجيش وآخرين من متطوعي الحشد الشعبي وجرح أربعة جنود وأربعة من الشرطة وثلاثة من متطوعي الحشد الشعبي".

 وكان مصدر عراقي قد أشار لـ"العربي الجديد"، إلى وجود نفوذ واسع لا يزال يملكه المالكي في صفوف قيادات الأجهزة الأمنية، التي تحاول تعطيل قرارات رئيس الحكومة الجديد.

وأكد المصدر، أنّ "العبادي يحاول تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وهو على علم باستمرار تلك القيادات في ولائها للمالكي، لكنه يخشى من أن أي تصرف يُقدم عليه قد تكون له نتائج خطيرة على حكومته، خصوصاً مع سيطرة تلك القيادات على الأجهزة الأمنية".

ويحاول القادة الأمنيون خرق قرار العبادي الأخير بإيقاف قصف المدن، التي كان المالكي قد أصدر توجيهات بضربها تحت شعار "مكافحة الإرهاب". وقد أبدى مسؤولون مقربون من المالكي امتعاضهم من قرار العبادي بوقف القصف، مؤكدين على أن الأمر يحتاج إلى عملية تفكيك وتفصيل كبير لتلك المدن، داعين إلى ضرب أماكن تواجد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عن طريق الأسلحة الذكية.

المساهمون