دعت مليشيا "حزب الله العراقي" أنصارها لوقف التظاهر، على خلفية "وجود معلومات عن مخطط لاستهداف المتظاهرين"، بينما فرضت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة في ساحة التحرير، وسط بغداد، في وقت توعّد فيه منظمو الحركة الاحتجاجية بالتصعيد في حال عدم تلبية مطالب المتظاهرين.
وطالب المتحدث العسكري باسم المليشيا، جعفر الحسيني، في بيان صدر اليوم الجمعة، إلى عدم التواجد أو المشاركة في تظاهرات ساحة التحرير المقرر انطلاقها عصر اليوم، مؤكداً أن "السفارة الأميركية وعدد من سفارات الدول الأخرى دخلت على خط ساحات التظاهر"، على حد قوله.
وأوضح الحسيني، أن أطرافاً سياسية تحمل أجندات خاصة تهدف للدعوة إلى التقسيم، مبيناً أن قرار الدعوة لوقف التظاهر تم بعد ورود معلومات مؤكدة تشير إلى وجود مخطط لاستهداف المتظاهرين.
وأشار الحلفي، في بيان، إلى أن حركة الاحتجاج تتطلب المزيد من الزخم، لافتاً إلى أن الإصلاحات لن تنجح ما لم تتم الإطاحة برؤوس الفساد الكبيرة.
وأوضح الحلفي، أن التظاهرات بدأت بالاحتجاج على سوء الخدمات، قبل أن تبدأ بالمطالبة بمحاربة الفساد، مبيناً أن المماطلة في تلبية مطالب المتظاهرين دفعت لرفع شعار إصلاح النظام، الذي لا تراجع عنه قبل إزاحة جميع المسؤولين الفاسدين، على حد قوله.
يأتي ذلك، فيما بدأت جموع المتظاهرين بالوصول لساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية، استعداداً للتظاهرة الكبرى المقرر انطلاقها مساء اليوم.
وقالت الناشطة المدنية، فيان عمران، لـ"العربي الجديد"، إن "المماطلة لن تثني الجماهير عن المطالبة بحقوقهم، ولن يرى الساسة الفاسدون الراحة بعد اليوم".
وأكدت عمران أنه، وبعد مرور نحو شهر على الوعود الحكومية والبرلمانية دون تنفيذها، بدا أن "هناك شك في تلبية المطالب بجدية"، ما يعني إمكانية تصعيد التظاهرات إلى حركات للعصيان المدني في بغداد والمحافظات حتى تطهير جميع مؤسسات الدولة من تركة الحكومتين السابقتين برئاسة نوري المالكي.
وفرضت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة في بغداد، موسعة من نطاق طوقها الأمني حول مكان التظاهر.
وقال مصدر في الشرطة العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "الشرطة الاتحادية قطعت طريق (العلاوي – الباب الشرقي) المؤدي لـ ساحة التحرير، كما وضعت حواجز على جسر الجمهورية الذي يربط ساحة التحرير بالمنطقة الخضراء".
وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن قوات الجيش أغلقت شوارع السعدون والنضال والرشيد من جهة ساحة التظاهر، في حين انتشرت قوات مكافحة الشغب بكثافة في المناطق الممتدة بين ساحة الخلاني وساحة الطيران وساحة التحرير.
اقرأ أيضاً: "انسحاب طارئ" للعبادي يرجئ جلسة برلمانية لمناقشة الإصلاحات