أثار الوضع الأمني والسياسي الذي يعيشه العراق مخاوف من تردي الأوضاع العامّة في البلاد، بعدما دخل بتحالف رباعي يضمّ روسيا وإيران وسورية، في الوقت الذي تلتزم به (بغداد) باتفاقيّة أمنيّة مع واشنطن، الأمر الذي يضعها على مفترق طرق بين أكبر قوتين في العالم، وما لذلك من عواقب وخيمة قد تجر البلاد إلى أزمات سياسيّة وأمنيّة، ما دفع جهات سياسيّة ودينية عراقيّة إلى الدعوة إلى وقفة جادّة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العراق.
وقال بطريك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، في بيان صحافي، إنّ "الوضع الذي يعيشه العراق لم يعد يحتمل أيّ تلكؤ في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة في جميع المجالات".
ودعا إلى "وقفة جماعيّة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البلاد"، مشدّدا على "أهميّة إجراء مصالحة حقيقيّة تقدّم فيها جميع الكتل السياسيّة تنازلات ملموسة".
وأكّد "أهميّة أن يشعر جميع العراقيين بالمساواة، في الحقوق والواجبات وألا تكون هناك درجات للمواطنة من أولى وثانيّة وثالثة".
وأشار إلى أنّ "هناك شعورا عميقا اليوم لدى المجتمع الدولي بضرورة إيجاد حلول جذريّة وسريعة للإرهاب والتيارات التكفيريّة في المنطقة"، داعيا، المجتمع الدولي إلى أن "يبحث عن حلول دائمة للمشاكل التي تدفع إلى الهجرة، بدلا عن قبول اللاجئين في الدول الغربيّة".
من جهته، حذّر القيادي في تحالف القوى العراقيّة، أحمد سلمان، من خطورة الوضع السياسي وتأثيراته على الوضع الأمني في البلاد".
وقال سلمان لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع السياسي العراقي بدأ يتعقّد ويتأزم من جديد، فدخول العراق في التحالف الرباعي، من جانب؛ والتزامه باتفاقيّة أمنية مع الولايات المتحدّة وضع البلاد على حافة تقسيم نحو القوى العظمى التي تتحكّم بالمنطقة".
وأضاف أنّ "الحكومة اليوم لا تحسن إدارة البلاد وإخراجها من أزماتها الداخلية، حتى أدخلتها في أزمة خارجيّة خطيرة"، مشيرا إلى أنّ "الكتل السياسيّة العراقيّة بدأت تتناحر فيما بينها وتنقسم إلى جهتين، الأمر الذي سيفتح الباب واسعا لدخول أجندات خارجية تفرض إرادتها على الكتل العراقية، ما يعمّق الخلاف السياسي ويصل بالبلاد إلى طريق مسدود".
وأكّد أنّ "الوضع السياسي والأزمات السياسية، بالتأكيد ستنعكس على الواقع الأمني المتردّي أساسا في البلاد، الأمر الذي سيلقي بتبعات خطيرة قد تدفع العراق باتجاه التقسيم الطائفي والعراقي".
ودعا الرئاسات الثلاث إلى "التحرك بجدّية نحو هذه الأزمة الخطيرة وتلافي تداعياتها على البلاد، وإيجاد حلول واقعيّة ترقى إلى مستوى الأزمة"، مشدّدا على "أهمية الدعوة لمؤتمر تصالحي برعاية الرئاسات الثلاث بين الكتل السياسيّة، وبحث انضمام العراق إلى الحلف الرباعي، وتدارك الأزمات بحلول تتجاوز النظرة الطائفيّة والحزبيّة الضيّقة، وبناء حلول على أساس الولاء للوطن الواحد".
ويثير "التحالف الرباعي" المخاوف من تأثيرات سلبية على الواقع الميداني في العراق، خصوصاً بعدما عزمت الولايات المتحدة الأميركيّة على تحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش).
اقرأ أيضا: نحو ألفي عراقي سقطوا بين قتيل وجريح الشهر الماضي