كشف سكان محليون، من محافظتي الموصل والأنبار، عن وفاة عدد من المعتقلين بسبب التعذيب بمعتقلات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مؤكدين لـ"العربي الجديد" أن التنظيم سلم جثث الضحايا إلى ذويهم، وحذرهم من إقامة مراسم تشييع أو استقبال العزاء، لإخفاء أسباب الوفاة.
وأكد أحد ذوي المعتقلين المتوفين في سجون التنظيم بالرمادي، أن قريبه توفي بسبب الضرب المبرح بالعصي والآلات الحديدية، لإجباره على الاعتراف بانتمائه لـ"مقاتلي العشائري" الذي يتم تشكيله في المحافظة لقتال "داعش"، مبينا أن أحد السجناء الذي أطلق سراحه مقابل مبلغ من المال، نقل قصة وفاة ابنهم مع سبعة آخرين خلال الأسبوع الحالي في معتقل كبير وسط الرمادي، كان يضم مقار عسكرية قبل سيطرة التنظيم على المدينة.
وفي سياق متصل، قال الناشط في حقوق الإنسان، عبد الكريم الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن تنظيم "داعش" يمارس أساليب متطرفة وبشعة لتعذيب معتقليه في محافظة الموصل، لإجبارهم على الإدلاء باعترافات بجرائم لم يرتكبوها، مبينا أن المعلومات التي تم الحصول عليها من داخل هذه المعتقلات، تشير إلى قيام عناصر أجنبية في التنظيم بتعذيب العراقيين، كي لا تأخذهم بهم رحمة، بحسب الحمداني، الذي أضاف "تلقينا بلاغات بوفاة تسعة معتقلين بسبب التعذيب والإجراءات التعسفية التي يمارسها التنظيم بحق السجناء"، موضحا أن المعتقلين ينامون مقيدي الأيدي والأرجل، ويتلقون وجبة غذاء واحدة في اليوم.
اقرأ أيضاً: مليشيات تقتل 8 من عائلة واحدة وتشرّد النازحين ببغداد
وأشار الحمداني إلى أن التهم الموجهة للمعتقلين عشوائية، وتخضع لمزاج عناصر التنظيم، لافتا إلى وجود عشرات التهم الكيدية، التي تتم لتصفية الحسابات بسبب وجود خلافات سابقة.
وحول تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عددا من مقار الجيش والشرطة والمعتقلات والسجون الحكومية، في المدن التي سيطر عليها، إلى سجن يضم مئات السجناء الذين اعتقلوا بتهم مختلفة، وأعدم العشرات منهم كما "أقيم الحد" على آخرين، وأفرج عن عدد قليل منهم بسبب وساطات أو دفع مبالغ مالية كبيرة.
اقرأ أيضاً: اعترافات جلاد عراقي عذّب واغتصب السجناء