العراق: داعش" يتقدّم شرق الرمادي..والقوات الأمنيّة تنسحب أمامه

15 ديسمبر 2015
هجوم مضاد لـ"داعش" في الأنبار (محمد صواف/فرانس برس)
+ الخط -

استطاع تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) تحقيق خرق شرق مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بالسيطرة على منطقة "تل مشيهيدة"، في محاولة منه  لقطع طرق الإمدادات عن القوات الأمنيّة، فيما حمّل مسؤولون محليون وخبراء أمنيون الحكومة مسؤولية الخرق وعدم حسم المعركة.

وقال السياسي المستقل عن المحافظة، الشيخ غانم العيفان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "داعش هاجم اليوم منطقة تل مشيهيدة شرق الرمادي، وأجبر القوات العراقيّة على الانسحاب أمامه"، مبيناً أنّ "التنظيم اخترق المنطقة وانتشر فيها".

وأضاف أنّ "داعش أسند المعركة بطائرات تجسّس، لضبط تحركاته وهجماته في المنطقة"، وأوضح المتحدث ذاته أنه "بعد انسحاب القطعات العسكريّة، توجهت قوات الطوارئ إلى المنطقة لمواجهة التنظيم، ويجري الآن قتال شرس بين الطرفين".

اقرأ أيضاً: مواقف عراقية متناقضة تجاه "التحالف الإسلامي ضد الإرهاب"

وأوضح العيفان أنّ "القوات الأمنيّة طلبت تعزيزات عسكريّة لإسناد المعركة، ولم تصل أيّة تعزيزات حتى الآن". وأشار إلى أنّ "الهجوم كان مباغتاً من قبل عناصر التنظيم، وأنّ الاستعدادات لدى القوات الأمنية لم تكن بالمستوى المطلوب من ناحيتي العدّة والعتاد".

وكشف المتحدث ذاته عن أنّ "داعش يحاول سحب زخم القطعات الأمنيّة التي تحاول أن تتقدم جنوب الرمادي، ويحاول أن يضربها ويستنزفها هنا وهناك". وقال إنهم "سبق أن حذروا من خطورة هذه المنطقة، وخطورة سيطرة التنظيم عليها".

وحمّل السياسي العراقي المستقل الحكومة والقيادات الأمنيّة "مسؤولية هذا الخرق"، مؤكّدا أنّ "تأخر اتخاذ قرار حسم معركة الرمادي منح الفرصة لـ(داعش) لشن الهجوم".

من جهته، رأى الخبير الأمني، واثق العبيدي، أنّ "التنظيم استطاع اليوم، من خلال الهجوم، إرباك معركة الرمادي، وكشف خللٍ أمنيٍّ واضحٍ بالاستعدادات لمعركة التحرير، قد تكون له تداعيات سلبيّة على سير معاركها بشكل كامل".

اقرأ أيضاً: الخارجية العراقية: الانسحاب التركي جزئي..ونتابع الشكوى ضدها

وقال العبيدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "تأخّر إطلاق معركة الرمادي، منح (داعش) فرصة للملمة أوراقه وإعادة حساباته، ومنحه فرصة التقدّم وتحقيق هذا الخرق"، مبيناً أنّ "التنظيم من خلال هجومه هذا اليوم، يحاول المضي جنوب قاعدة الحبانية ليقطع طرق الإمداد عن القوات التي تقاتل في منطقة  تبعد7 كيلومترات عن جنوب الرمادي من خلال تمركزه في هذه المناطق".

وحذّر الخبير العراقي من "خطورة سيطرة التنظيم على هذه المنطقة، وقد يردف التنظيم بهجمات مماثلة بمناطق أخرى، ويجبر القوات التي تحاصر الرمادي على قتاله ليكسر الطوق من حول المدينة".

يشار إلى أنّ معارك تحرير الأنبار شهدت أخيراً فتوراً كبيراً، فسّره مراقبون على أنّه تباطؤ ـ وقد يكون تراجعاً عن إتمام المعركة، بحسبهم، فيما حمّل مسؤولون عن المحافظة الحكومة وقادة التحالف الوطني مسؤولية ذلك، بسبب التصريحات التي ينتقدون فيها دور واشنطن والتحالف الدولي، مما أثّر سلباً على سير المعارك.

اقرأ أيضاً: العراق: عجز حكومي بمواجهة عمليات السطو المسلّح

المساهمون