كثّفت القوات العراقية، صباح اليوم السبت، وجودها في عدد من المناطق المحررة بمحافظة الأنبار (غرباً). وفيما يؤكّد ضباط أن هذه الإجراءات تمثل محاولة لمنع أية هجمات محتملة قد تشنها خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي المتخفية بين المدنيين، يشدّد زعماء قبليون على ضرورة تطهير الصحراء من العناصر الإرهابية.
وأفاد ضابط في شرطة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، بأنّ قوات عراقية من الجيش والشرطة بدأت، منذ الليلة الماضية، حملة تفتيش واسعة في منطقة البوذياب شمال الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، مبيناً أنّ القوات العراقية المشتركة كثّفت تواجدها في هذه المنطقة والقرى المجاورة، في إجراءات احترازية لمنع أية هجمات محتملة قد يشنها عناصر تنظيم "داعش"، الذي نفّذ هجمات متفرقة في البوذياب، خلال الأيام الأخيرة.
ولفت الضابط عينه، إلى أن "القوات العراقية نصبت، صباح اليوم السبت، نقاط تفتيش مكثّفة في منطقة البوذياب، لتدقيق هويات المارة وأوراق السيارات"، مبيناً أنّ التفتيش في المنطقة طاول المنازل، بحثاً عن خلايا نائمة متخفية بين السكان، أو مطلوبين أو مشتبه بهم.
وتأتي هذه الحملة بعد ساعات من اقتحام عناصر في تنظيم "داعش"، الليلة الماضية، منزل ضابط في منطقة البوذياب، بحسب مصادر في شرطة الأنبار، التي أكدت أيضاً أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين من أسرة الضابط.
ويحذّر القيادي في تجمّع العشائر المتصدية لـ"داعش"، عدنان العيثاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، من احتمال تزايد الهجمات المتفرقة التي يشنها التنظيم في المدن والمناطق المحررة بين الحين والآخر، موضحاً أن عناصر التنظيم بدأوا يعتمدون على أسلوب استهداف المناطق الرخوة أمنياً.
وبيّن العيثاوي أنّ "تنظيم داعش تخلى عن استراتيجية المواجهة المباشرة، وبدأ يعتمد على طريقة مهاجمة منازل القيادات الأمنية والقبلية التي وقفت ضده في حرب المرحلة الماضية"، لافتاً إلى أنّ هذا الأسلوب تسبب في مصرع وإصابة عشرات الأشخاص، خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشار أيضاً، في هذا السياق، إلى أن "غالبية عناصر داعش الذين ينفّذون هجماتهم أثناء الليل، هم إمّا خلايا نائمة تقطن المناطق المحررة، أو أنهم جاؤوا من الصحراء الغربية للأنبار الممتدة حتى الحدود مع سورية والأردن، والتي لا تزال تضّم مخابئ لعناصر التنظيم"، مطالباً الحكومة العراقية والقيادات العسكرية العليا بشن حملة واسعة لتنظيف الصحراء من أوكار تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكانت القوات العراقية، العام الماضي، قد أعلنت عن تحرير جميع مدن ومناطق محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي دخل المحافظة واحتل مساحات كبيرة منها، منتصف عام 2014.