كشفت مصادر نفطية وأمنية حكومية في محافظة كركوك شمال البلاد، اليوم الأحد، أن تنظيم "داعش" هاجم حقل باي حسن النفطي بأربعة انتحاريين، مما أدى إلى توقف الإنتاج فيها، ومن ثم وقف التصدير منها عبر شبكة الأنابيب النفطية في إقليم كردستان العراق.
وكان مسلحون ينتمون لتنظيم "داعش" قد هاجموا، صباح اليوم الأحد، موقع تعبئة الغاز المعروف (اي بي) وقتلوا أربعة موظفين، قبل أن ينسحب المهاجمون من المواقع في بلدة باجوان (20 كلم شمال غربي كركوك)، وتمكنت القوات الأمنية من فرض سيطرتها على محطة تعبئة الغاز التابعة لشركة نفط الشمال الذي لحقته أضرار بسبب زرع عبوات ناسفة في الموقع.
وتنقسم حقول باي حسن إلى مجموعتين، هما: باي حسن الجنوبي والشمالي، وتقع في قضاء الدبس (45 كلم شمال غربي كركوك)، وتدار الحقول من قبل وزارة الثروات النفطية في إقليم كردستان العراق، وتنتج 75 ألف برميل من النفط الخام يومياً.
ويوجد إلى جانبها حقول هافانا النفطية، وكانت جميعها تنتج بحدود 175 ألف برميل قبل أحداث العاشر من حزيران/يونيو 2014، عندما انسحبت قوات الجيش العراقي من مواقع حقول النفط، وتولت قوات البشمركة حمايتها.
واحتياط مخزون حقول باي حسن الشمالي والجنوبي كبير، ويمتاز بنوعية المتوسط الخفيف لنوعية النفط.
وقال ضابط في الشرطة العراقية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الهجوم الثاني نفذه أربعة انتحاريين، حيث فجر الأول نفسه في بوابة الحقل النفطي واقتحم الثلاثة الحقل، حيث نتج عن الهجوم إلحاق أضرار بالحقل النفطي".
وأضاف المصدر، أن "القوات الأمنية نجحت في قتل المسلحين الثلاثة وفرض سيطرة تامة على الحقل، وأشارت التحقيقات إلى أن منفذي الهجومين هم المسلحون الذين تسللوا صباح اليوم إلى موقع تعبئة الغاز المعروف (اي بي)، ونفذوا هجمات أدت إلى مقتل أربعة موظفين وإصابة ستة من عناصر البشمركة والأسايش (الأمن الكردي) في المواجهات".
من جهته، قال مصدر في شركة نفط الشمال الحكومية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الهجوم على الحقل النفطي تسبب بأضرار في موقعين للخزانات التي تقوم بتجميع النفط الخام وتصديره عبر خط أنابيب إقليم كردستان العراق ومنه إلى ميناء جيهان التركي".
وأكد أن "الإنتاج الذي كان يصدر عبر حقل باي حسن النفطي يقدر بنحو 75 ألف برميل في اليوم، وهذا الأنبوب يصدر عبره النفط ويخضع لسيطرة وزارة الثروات الطبيعية في حكومة الإقليم ويصدر النفط تحت إشراف الوزارة".
وبيّن أن "التصدير والإنتاج توقف عبر هذا الحقل، وتعمل فرق الصيانة في شركة نفط الشمال على تحديد الأضرار، للمباشرة في إعادة إصلاحه".
من جانبه، قال الخبير النفطي العراقي سعدون الجابري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "تنظيم الدولة (داعش) متورط في هذه الهجمات التي استهدفت محطة لتجميع الغاز في بلدة باجون، والثانية في حقل باي حسن شمال غربي كركوك، والهدف تدمير وإلحاق الضرر بحقول نفط كركوك، وهذا الأمر يأتي في إطار محاولة التنظيم ضرب البنى الاقتصادية للعراق عامة وكركوك خاصة".
وأضاف أن "حماية هذه الحقول والمنشآت النفطية يجب أن تكون أكثر تشديداً، فيكف يهاجم أربعة مسلحين موقعين الأول للغاز والثاني لحقول نفطية".
ودعا الجابري، القوات الأمنية إلى أن تكون "أكثر حيطة وحذرا، لأن "داعش" بدأ ينفذ هجمات نوعية على المنشآت النفطية في كركوك، وعلى الجميع أن يكون حذرا من هذا التنظيم".
وأكد أن "الأضرار القريبة باتت واضحة اليوم. توقف التصدير من حقول باي حسن عبر خط إقليم كردستان العراق، والذي ينتج بحدود 75 ألف برميل".