العراق: تهديدات بالقتل تستهدف لجنة استجواب قائد مليشيا "بدر"

13 ابريل 2016
التميمي متهم بالضلوع في "أعمال عنف طائفية" بديالى(فرانس برس)
+ الخط -
تلقت لجنة حكومية عراقية المكلفة باستجواب قائد مليشيا "بدر"، ومحافظ ديالى (شرق العراق) مثنى التميمي، تهديدات بالقتل والتصفية من خلال رسائل نصية واتصالات هاتفية تلقاها أعضاء اللجنة على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وفقاً لما كشف عنه أحد أعضاء لجنة الاستجواب المشكلة بحق التميمي.

ويتابع التميمي على خلفية "جرائم تتعلق بالقتل، والتواطؤ مع جماعات قتل طائفية، وفساد مالي" منذ تسلمه منصب المحافظ العام الماضي.

في هذا السياق، قالت عضو لجنة الاستجواب نجاة الطائي، في تصريحات أدلت بها اليوم الأربعاء في بغداد، إنها "تلقت تهديدات بالتصفية والقتل عبر هاتفها الشخصي إذا لم تتوقف عن استجواب محافظ ديالى مثنى التميمي تمهيداً لإقالته".

وردت الطائي، أنه "لن نتراجع عن حقنا في استجواب التميمي بهدف إقالته من منصبه في وقت يرغب فيه 21 عضواً من مجلس ديالى باستجوابه وإقالته".

وأضافت الطائي، أن "التميمي قام خلال الفترات السابقة بتعيين أعداد كبيرة من أقاربه في مختلف دوائر ومؤسسات الدولة في ديالى".

مؤكدة، أن "المؤيدين لسياسات التميمي هددونا بالقتل إذا لم نتنازل عن استجوابه، لكننا ماضون في ذلك رغم تلك التهديدات المستمرة وستشهد الجلسة القادمة، والتي ستعقد يوم 25 إبريل/نيسان من الشهر الجاري محاسبة التميمي".

كما أبلغ عضو لجنة آخر، رئاسة البرلمان العراقي بتعرضه للتهديد بالقتل في حال أقدم على المشاركة في عملية استجواب المحافظ مثنى التميمي.

يأتي ذلك، في وقت شهدت فيه محافظة ديالى أعمال قتل وخطف ذات طابع طائفي نفذتها مليشيات مسلحة. من بينها، تفجير الجوامع والمساجد ومنازل المواطنين، وحرق بساتينهم، وانتشار المليشيات الطائفية في شوارع المحافظة وخاصة بلدة المقدادية.

 وسبق لمجلس ديالى، جمع تواقيع أعضائه منتصف الشهر الماضي، تمهيداً لاستجواب المحافظ مثنى التميمي على خلفية الأحداث التي شهدتها بلدة المقدادية، قبل نحو ثلاثة أشهر والتي أسفرت عن تفجير أكثر من عشرة جوامع ومقتل نحو 120 مواطناً، أغلبهم من الشباب على يد المليشيات. 

إلى ذلك، ذكر عضو مجلس ديالى تركي العتبي، في تصريح سابق، أن "المجلس جمع تواقيع 18 عضواً من أصل 25 لاستجواب التميمي إثر التدهور الأمني الذي شهدته بلدة المقدادية".

وأوضح العتبي، أن "المجلس طلب حضور التميمي حسب الصلاحيات الممنوحة لرئيسه وفق المادة 7 والفقرة 8 من قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم".

وكان المحافظ الحالي قد وصل لمنصبه بعد انقلاب شبه مسلح العام الماضي، تم خلاله تطويق مبنى حكومة ديالى المحافظة، من قبل مليشيا "بدر"، قبل أن يجتمع المجلس بغياب أغلب أعضائه ويصوت على إقالة المحافظ السابق وتعيين قائد بدر محافظاً في الجلسة نفسها.

كما كشف أعضاء آخرون من مجلس ديالى، تعرضهم لضغوط شديدة لسحب تواقيعهم على استجواب التميمي.

وكشف رئيس مجلس ديالى عمر الكروي، تعرض المجلس لضغوط كبيرة طاولت عددا من أعضائه، لمنعهم من الاستمرار بعملية استجواب المحافظ، ومحاولة إجبارهم على سحب تواقيعهم التي جمعوها لعقد جلسة الاستجواب.

وأعلن مجلس ديالى عن رفضه القاطع لتهديدات قبيلة بني تميم، وهي قبيلة المحافظ التميمي، التي استهدفت المجلس لثنيه عن استجوابه.

وذكر المجلس في بيان أصدره نهاية مارس/آذار الماضي، رفضه القاطع لتهديدات القبيلة التي أطلقها أحد شيوخها، وقال فيها، إن "الرد سيكون قاسياً إذا تم استجواب المحافظ مثنى التميمي".

واعتبر مقرر المجلس خضر العبيدي، أن "إجراءات استجواب المحافظ مستمرة وجارية ولن تتوقف، وسيكون الاستجواب في موعده".

وكان مجلس ديالى قرر تأجيل جلسة استجواب التميمي التي كان من المقرر عقدها في العاشر من مارس/ آذار الماضي، مقرراً موعداً آخر لها في 25 أبريل/ نيسان الجاري.

وأجل المجلس جلسة الاستجواب بناء على طلب قدمه التميمي، في الوقت الذي أعد مجلس ديالى نحو 50 سؤالاً لاستجوابه.

دلالات