العراق: تضارب الأنباء حول سيطرة "داعش" على هيت

02 أكتوبر 2014
ينتشر مسلحو "داعش" في الأنبار (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال الأنباء عن سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"،(داعش)، اليوم الخميس، على مدينة هيت، غربي محافظة الأنبار إلى الغرب من العراق، متضاربة. 

وقال مصدر في "عمليات الأنبار"، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "أعداداً كبيرة من داعش هاجمت بشكل مباغت مع الساعات الأولى من صباح اليوم، مدينة هيت من ثلاثة محاور، الأول استهدف المقار العسكرية ونقاط التفتيش الداخلية والخارجية، والمحور الثاني استهدف الطرق الرئيسية لقطع الامدادات العسكرية عن القضاء، والثالث مهاجمة نقاط التفتيش بثلاث سيارات مفخخة".

وأضاف المصدر أنّ "الهجوم أربك القوات الأمنية، التي لم تصمد إلاّ ساعات قليلة، وأجبرت على الانسحاب ليفرض داعش سيطرته".

وأشار المصدر إلى أنّ "أكثر من 70 عنصراً أمنياً قتلوا نتيجة الهجوم، وأنّ التنظيم استولى على أسلحة ثقيلة تركها الجيش، كما سيطر على مقر لقيادة حرس حدود المنطقة الرابعة، ومراكز ومديرية للشرطة في القضاء".

ونقل المصدر نفسه، عن مصدر أمني في قيادة قوات الأنبار، تأكيده سيطرة "داعش" على غالبية أحياء قضاء هيت، غربي المدينة، إضافة إلى سيطرته  على المناطق المحيطة به.

في المقابل، نفى قائد شرطة محافظة الأنبار، أحمد صداك الدليمي، سقوط المدينة بأيدي مسلحي "داعش"، قائلاً إن "القوات الأمنية تصدّت للهجوم، والاشتباكات مستمرة بين الطرفين".

ويحاول مسلحو "الدولة الإسلامية" فتح جبهات جديدة في المناطق المضطربة، وتعد البلدة، التي تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات إلى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70 كيلومتراً، أكثر استقراراً قياساً بمدن محافظة الأنبار.

من جهته، علّق عضو مجلس المحافظة، مزهر الملا، على هذه التطورات، قائلاً لـ"العربي الجديد": "حذرنا قبل فترة من دخول أكثر من 3 آلاف مقاتل من داعش إلى المحافظة، وأنّهم سيستهدفون المناطق الاستراتيجية هناك، وهو ما حدث اليوم، استهدافهم قضاء هيت".

ودعا الملا القوات الأميركية والبريطانية إلى "تدارك الموقف في المحافظة، ومهاجمة داعش وأماكن تواجد عناصره"، مبيناً أنّ "الوضع الدفاعي للقوات الأمنية في المحافظة وقلة العدد والتسليح ينذر بتداعيات خطيرة على أمن المحافظة، الأمر الذي يحتم على الجهات المسؤولة تدعيم القوات الأمنية". ولفت عضو مجلس محافظ الأنبار إلى أن "سقوط المحافظة بيد (داعش) يعني أن بغداد لن تقاوم أكثر من أسبوع واحد لتسقط هي الأخرى".

وكان مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى قد كشف، أمس الأربعاء، لـ"العربي الجديد"، عن نجاح تنظيم "الدولة" في الاستيلاء على ست بلدات عراقية جديدة شمال وغرب البلاد منذ مطلع شهر سبتمبر/أيلول، على الرغم من الغارات، التي تشنها قوات التحالف في البلاد، مؤكداً أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، طالب التحالف الدولي بزيادة الغارات الجوية على العراق خلال لقاء جمعه بقادة أميركيين في بغداد، الاثنين الماضي.

كما تمكن تنظيم "داعش" من تقليل تأثير غارات التحالف من خلال حزمة من الإجراءات في المدن التي يسيطر عليها، أبرزها طلبه من عناصره ارتداء ملابس الجيش وطلاء عجلات سياراته باللون المرقط الصحراوي الخاص بوزارة الدفاع، فضلاً عن تضليل الصواريخ الحرارية بإشعال إطارات وحرق نفايات بشكل يومي كل ليلة في محيط المدن، كما استغنى عن عدد من مقارّه الثابتة، وجعلها متنقلة على مدار الساعة، بشكل يصعب على الطائرات تحديد مقارّه الثابتة.

المساهمون