العراق: تحرير بلدة كبيسة وواشنطن تخطط لنشر قوات بالموصل

25 مارس 2016
بدأت عمليات تطهير البلدة من العبوات الناسفة (Getty)
+ الخط -


أعلنت الولايات المتحدة الأميركيّة، اليوم الجمعة، عزمها نشر قوات بريّة في الموصل، للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، مؤكّدة أنّ القوات العراقيّة تتقدّم نحو معقل التنظيم في الموصل.

وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن، إنّ "القوات العراقيّة تتقدّم صوب معقل تنظيم داعش في الموصل"، مبينا أنّ "تقدّم القوات العراقيّة يتم نحو مواقع جديدة لكسر سيطرة داعش على الموصل".

كما أكّد أنّ "القوات العراقيّة هي التي تشن الهجمات على داعش، ونحن نوفر لها الدعم فقط".

وبدأت القوات العراقيّة المدعومة بالعشائر وبطيران التحالف الدولي، أمس الخميس، المرحلة الأولى من معركة تحرير الموصل، والتي أسفرت هجماتها الأولى عن تحرير عدّة قرى من جنوب المحافظة.

من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال جوزيف دنفورد، خلال المؤتمر، إنّ "هناك توجها أميركيّا لنشر قوات بريّة في الموصل خلال الأشهر المقبلة، فيما لم يتخذ بعد قرار نهائيّ بهذا الشأن"، مشيراً إلى أنّ "ذلك يأتي تماشيا مع رؤيتنا للضغط على داعش"، ورجّح زيادة القدرات المقدّمة للقوات العراقيّة تحضيرا لمعركة الموصل.

وتعترض كتل التحالف الوطني الحاكم في البلاد على أيّ مشاركة بريّة للقوات الأميركيّة في أي معركة في العراق، وتعدّ ذلك انتهاكا للسيادة العراقيّة، فيما تحاول أن تدفع بمليشيات "الحشد الشعبي" المثيرة للجدل في تلك المعارك، على الرغم من رفض أهالي المحافظات المحتلّة من قبل "داعش" وحكوماتها المحليّة أيّ تدخّل من قبل الحشد، خوفا من ارتكابه انتهاكات ضدّ المدنيين.

وعلى الصعيد الميداني، أعلن مجلس محافظة الأنبار العراقية، اليوم الجمعة، تحرير بلدة كبيسة، غربي المحافظة، بالكامل، فيما دعا إلى أن تكون الوجهة المقبلة نحو الفلوجة لتحريرها، وإنقاذ أهلها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقال عضو المجلس، راجع بركات، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش العراقي والفرقة الذهبيّة والعشائر تمكنوا، اليوم، من تحرير بلدة كبيسة بشكل كامل، وتم رفع العلم العراقي فيها"، مشيراً إلى أنّ "الأهالي أقاموا اليوم احتفالات في البلدة بمناسبة التحرير وهم يرحبون بالقطعات العسكريّة".

وأوضح أنّ "ملف كبيسة تم حسمه اليوم، وبدأت عمليات تطهير البلدة من العبوات الناسفة والمتفجّرات التي زرعها تنظيم داعش".

كما أشار إلى أنّ "المجلس يسعى إلى أن تكون وجهة القوات العراقيّة المقبلة نحو الفلوجة لتحريرها من داعش، لأجل تخفيف معاناة الأهالي الذين يعانون أوضاعا إنسانيّة صعبة للغاية"، مبيّنا أنّ "اليوم بدأ العمل على فتح ممرات آمنة لأهالي الفلوجة للخروج منها".



وبحسب بركات، فقد جرى "تحديد منفذين لخروج العوائل، وتمت المباشرة بإنشاء مخيّم للعوائل التي ستخرج من المدينة".

من جهته، أكّد الرائد في العمليّات المشتركة، فتحي عبدالقادر، أنّ "المعارك في محافظة الأنبار تتم وفق رؤية واضحة وخطة مدروسة، وتنسيق عالٍ بين القوات المشتركة والعشائر والتحالف الدولي".


وقال عبدالقادر، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنسيق العالي والتعاون منحا المعارك انسيابيّة كبيرة، وتم حسم العديد من الجبهات، ومنها جبهة كبيسة التي حرّرت هذا اليوم"، مبيّنا أنّ "داعش في محافظة الأنبار أصبح في موقف ضعيف للغاية وهو يحاول الحفاظ على بعض مكتسباته السابقة، لكنّ القوات العراقيّة لن تمنحه تلك الفرصة وستمضي في خطة التحرير الكاملة".

وأشار إلى أنّ "المناطق المحرّرة لم تحصل بها أيّ مشاكل بعد التحرير، كما حدث في محافظات ديالى وصلاح الدين، إذ إنّ قوات الشرطة المحليّة وأبناء المناطق يمسكون الأرض، وأنّ المناطق التي من الممكن أن يعود إليها النازحون تمت عودتهم، فيما يتم ترميم وإعادة الحياة للمناطق المتضررة، وسيعود إليها أهلها خلال فترات زمنيّة تم تحديدها".

يذكر أنّ القوات العراقيّة، المدعومة بالعشائر وطيران التحالف الدولي، تمكّنت من إحراز تقدّم في مناطق غربي محافظة الأنبار، بينما أجبر تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) على التراجع في معظم المعارك.

اقرأ أيضاً:القوات العراقيّة تستعيد السيطرة على مناطق في هيت وكبيسة