وفي هذا السياق، قال قائمقام بلدة الرطبة، عماد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "خطر داعش على البلدة يتفاقم، وإنّه لم يترك البلدة حتى الآن، فهو يشن الهجمات عليها وخصوصاً في أطراف البلدة"، مبيناً أنّ "التنظيم يحاول استعادة البلدة بأيّ ثمن كان".
وأوضح، أنّ "الرطبة تعدّ منطقة استراتيجيّة لداعش وتمثّل عقدة مواصلات له، فهي الطريق الرابط بين الأنبار والموصل وسورية وجنوب العراق عن طريق النخيب، فهي تمثّل أذرع التنظيم في المنطقة، فضلاً عمّا تشكله من أهميّة اقتصادية ومنطقة يستطيع التنظيم من خلالها أن يقوم بعمليات التهريب وتحقيق مكاسب مالية كبيرة له".
وأضاف، أنّ "المعلومات المتوفرة لدينا، تؤكّد أنّ داعش يعد العدّة لمهاجمة البلدة واستعادتها لسيطرته"، مشيراً إلى أنّ "البلدة فيها الآن قوات من الشرطة الاتحادية اللواء 18، ولواء 33 المدرع التابع للجيش، فضلاً عن القوات العشائرية وقوات حرس الحدود على أطرافها، لكنّنا بحاجة إلى تعزيزات عسكريّة أخرى تؤمّن البلدة بالكامل".
من جهته، أكّد القيادي العشائري، في البلدة، الشيخ سعيد الشمّري، أنّ "بعد المنطقة عن القوات العراقيّة يجعلها في دائرة الخطر، الأمر الذي يحتم وجود قوات عسكرية قريبة منها لتأمينها".
وأوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "بلدة الرطبة تبعد أكثر من 300 كم عن القوات العراقيّة المتواجدة في الأنبار، الأمر الذي يجعل من التعزيزات العسكرية صعبة الوصول إليها في حال هاجمها التنظيم".
ودعا الحكومة إلى "تحريك قطعات عسكرية تكون على مقربة من البلدة، تستطيع التدخّل في حال هاجمها التنظيم وتدارك الموقف".
وأشار إلى أنّ "التنظيم يبعد حاليّاً مسافة 50 كم عن البلدة، ويتواجد في بلدة عكاشات، لكنّه تنظيم هلامي ويستطيع أن يتخفى ويصل إلى البلدة بشكل سرّي، ما يحتم أخذ الاحتياطات اللازمة لذلك"، مبدياً أسفه من "إهمال الحكومة لهذه المنطقة وعدم أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لحمايتها".
يُذكر أنّ وجود تنظيم "داعش" انحسر بشكل كبير في محافظة الأنبار، بعد أن حرّرت القوات العراقيّة أغلب مدن المحافظة، بينما لا يزال التنظيم يسيطر على بعض المناطق ويشن من خلالها الهجمات على القطعات العراقيّة.