تشهد محافظة البصرة (590 كلم جنوب بغداد) فراغاً إدارياً وأمنياً بعد هروب محافظها المستقيل ماجد النصراوي إلى إيران، على خلفية تهم بالفساد، وفيما يؤكد مسؤولون محليون أن المحافظة تعاني من فوضى أمنية، دعا نواب إلى فرض حالة الطوارئ في المحافظة قبل خروج الأمور عن السيطرة.
وأكد مصدر في الإدارة المحلية في البصرة اليوم الثلاثاء، أن المحافظة تشهد فراغا إداريا وأمنيا منذ هروب محافظها المستقيل ماجد النصراوي إلى إيران، في الثاني عشر من الشهر الحالي، موضحا في حديث لـ"العربي الجديد" أن الأحزاب والمليشيات المتنفذة دخلت في صراع محموم منذ أكثر من عشرة أيام من أجل السيطرة على الحكومة المحلية.
وأشار إلى أن بعض أعضاء مجلس المحافظة المتنفذين استغلوا الفوضى الأمنية في البصرة وقاموا بإدخال حماياتهم مع أسلحتهم إلى داخل مبنى الحكومة المحلية، لافتا إلى حدوث خلافات عميقة بين مكونات المجلس بشأن الشخص المرشح لخلافة النصراوي.
إلى ذلك، قال عضو المجلس المحلي لمدينة البصرة ناصر الدوسري، إن الجماعات المسلحة المنفلتة، ومسلحي العشائر المتناحرة في المدينة استغلوا الفراغ الأمني هناك وبدأوا بحمل أسلحة متوسطة وخفيفة على مرأى من قوات الشرطة، التي لم تتمكن من تحريك ساكن نتيجة قوة هذه الجماعات، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن الحل يكون من خلال الإسراع باختيار محافظ جديد للبصرة، واستقدام قوة خاصة من بغداد لحل الخلافات المتفاقمة، والسيطرة على الوضع الأمني الذي بدأ بالانفلات بشكل خطير.
ودفع الوضع السياسي والأمني المتردي في البصرة نوابا عن المحافظة إلى مطالبة الحكومة باتخاذ اجراءات سريعة بهذا الشأن.
ودعا عضو البرلمان العراقي عن البصرة، عبد السلام المالكي، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى إعلان حالة الطوارئ في المحافظة التي تعيش فراغا بسبب عدم وجود محافظ، مطالبا خلال تصريح صحافي بأن تكون جلسة مجلس الوزراء المقبلة في البصرة.
وشدد على ضرورة بسط الأمن في البصرة، ومتابعة احتياجاتها من الخدمات وتفعيل المشاريع الاستراتيجية المعطلة، ومنحها التخصيصات المحددة من مبيعات النفط، محذرا من تبعات استمرار الحكومة العراقية في إهمال المحافظة، وهذا الأمر قد يؤدي للخروج عن السيطرة بحسب قوله.
وبحسب مصادر أمنية عراقية، فإن محافظ البصرة ماجد النصراوي غادر إلى إيران برفقة ولده، بعد ساعات من إعلان استقالته قبل عشرة أيام، من خلال منفذ "الشلامجة" الحدودي، هرباً من اتهامات بالفساد جاءت بناءً على اعترافات أدلى بها عدد من المقربين منه، والذين ألقي القبض عليهم في وقت سابق. وأكد النصراوي، بعد هروبه، أنه اضطر لمغادرة العراق نتيجة تعرضه للتهديد، على غرار موظفين آخرين يعملون في الإدارة المحلية بالبصرة، على حد زعمه.