العراق: انتشار مرض الجرب بمخيمات النازحين في الأنبار

12 نوفمبر 2017
تلوث المياه يؤدي إلى انتشار المرض(العربي الجديد)
+ الخط -


كشفت مصادر طبية من محافظة الأنبار غربي العراق، اليوم الأحد، عن انتشار مرض الجرب بين النازحين في مخيمات الأنبار المنتشرة في مناطق المدينة السياحية والخالدية ومخيمي الصمود والفلوجة جنوب وغرب وشرق المحافظة، بواقع 23 حالة لغاية الآن دون الكشف الكامل عن باقي المخيمات ما يرجح وجود مزيد من الحالات.

ووفقاً لمسؤول طبي فإن "غالبية ضحايا المرض من الأطفال". وتركز انتشار المرض في مخيمات مدينة الخالدية شرقي الرمادي ومخيمات المدينة السياحية والصمود جنوب الفلوجة.

وقال قائممقام مدينة الخالدية (23 كلم شرقي الأنبار) علي داود، "إن السبب الرئيسي في انتشار مرض الجرب بين النازحين، هو عدم وجود أي اهتمام بهم من قبل الجهات المعنية أو المنظمات الدولية". وأضاف "قمنا بتوجيه المفارز الطبية اللازمة للكشف عن المصابين بالمرض، عبر زيارات ميدانية مباشرة لتقديم العلاج اللازم لهم".

وتتعرض مخيمات النازحين في مختلف مدن البلاد، وخصوصاً في الأنبار لمختلف الأمراض المعدية لا سيما الجلدية منها، بسبب الإهمال الحكومي وتلوث المياه وعدم توفير الظروف المعيشية المناسبة، بحسب المصادر الطبية.

وقال هيثم الدليمي المتطوع في أحد الفرق الطبية الجوالة، "إن أبرز أسباب انتشار الأمراض الجلدية والمعدية بين النازحين في المخيمات، هي وجودها في مناطق صحراوية تنتشر فيها القوارض والحشرات وتلوث مياه الشرب ومياه الاغتسال".

وأضاف الدليمي لـ"العربي الجديد" "اكتشفنا خلال جولاتنا الميدانية المستمرة في المخيمات، انتشار إصابات كثيرة بالجرب خلال الساعات الماضية. وتم عزل المصابين وتقديم العلاجات اللازمة لهم. ولكن من المتوقع ارتفاع العدد، بسبب التلوث وسط الأعداد الكبيرة جداً من النازحين، وعدم توفير الحكومة للإمكانيات اللازمة التي نحتاجها في تقديم الخدمة الطبية".

وأوضح أنّ "هناك إهمالاً حكومياً واضحاً، للنازحين منذ أن بدأت موجات النزوح مطلع ومنتصف عام 2014 وحتى الآن، ويعتمد النازحون على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية وهم يفترشون الصحراء بخيام لا تقيهم من حرّ الصيف ولا برد الشتاء".


انعدام الخدمات الصحية يزيد عدد الإصابات(العربي الجديد) 




وتعج مخيمات الأنبار حتى الآن، بآلاف النازحين من المناطق الغربية وجرف الصخر وحزام بغداد، ومناطق أخرى دخلتها مليشيات "الحشد الشعبي"، ولا تسمح بعودة أهلها رغم تحرير مدنهم منذ أكثر من عامين.

النازحون في تلك المخيمات اشتكوا من إهمالهم وعدم تقديم المعونات لهم من قبل الجهات الحكومية، مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل لإنقاذهم.

صابر الجبوري (43 عاماً) أحد النازحين في مخيم المدينة السياحية جنوب الفلوجة بيّن أن "الأمراض تنتشر بتسارع بين النازحين، خصوصاً بين الأطفال بسبب تلوث المياه، والمكان الذي أنشئت فيه المخيمات بعد موجة حرّ صيفية شديدة، خلفت أمراضاً مختلفة".

وقال الجبوري لـ"العربي الجديد" "نحن هنا معزولون عن العالم، ونعيش في فترة العصور المظلمة، طعامنا ملوث ومياه الشرب ملوثة والمكان الذي أقيمت فيه المخيمات ملوث وكل شيء من حولنا ملوث. في الشتاء تتحول خيامنا إلى وحول وأطيان، وفي الصيف إلى أفران ولا أحد يزورنا سوى بعض المتطوعين والمنظمات الإنسانية".

مجاري الصرف الصحي المكشوفة على أطراف المخيم(العربي الجديد) 


وشهد عام 2016 إصابة أكثر من نحو 30 في المائة من النازحين في مخيمات الأنبار بأمراض مختلفة أبرزها: الحكة والجرب والتهاب المجاري البولية وتلوث الأمعاء والحصف الجلدي(القوباء) وانتشار القمل، خصوصاً بين الأطفال، بحسب إحصائيات طبية.

وعزت منظمات إنسانية انتشار التلوث في المخيمات إلى الإهمال الحكومي ورداءة المرافق والأماكن التي أنشئت عليها المخيمات في بداية موجات النزوح.



حسام المحمدي مدير منظمة "إنقاذ" الإنسانية، أوضح أنّ "هناك عدة أسباب لانتشار الأمراض بين النازحين منها رداءة المرافق الصحية إن وجدت أصلاً في أغلب المخيمات، وعدم وجود خدمات صحية متكاملة للنازحين، وتلوث المياه وعدم توفر الأدوية اللازمة للعلاج".

وكان أكثر من أربعة ملايين و400 ألف مدني نزحوا من مختلف مدن العراق مطلع ومنتصف عام 2014 بسبب اشتعال المعارك بين تنظيم "داعش" والقوات العراقية. توجه معظمهم نحو إقليم كردستان شمال البلاد، في حين أنشئت عشرات المخيمات في بغداد والأنبار والموصل وصلاح الدين لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين الهاربين من الحرب.



المساهمون