العراق: المليشيات تتسلق سلّم الاحتجاجات الشعبية

06 اغسطس 2015
مقتدى الصدر يركب موجة الاحتجاجات (getty)
+ الخط -

تحاول مليشيات الحشد المسلحة، بطريقة أو أخرى، تبني التظاهرات الشعبية أو مصادرتها التي تشهدها مدن وسط وجنوب البلاد والمطالبة بالإصلاح وتوفير الخدمات والإطاحة برؤوس الفساد في البلاد أو مصادرتها، وهو ما يمثل خطراً حقيقياً على مستقبلها وإمكانية وأدها أو تسييسها وفقَ مراقبين، حيث زعم، اليوم الخميس، عدد من المليشيات تبنيها تلك التظاهرات، وحثت أتباعها على المشاركة كمليشيات المهدي وبدر وعصائب أهل الحق.

ودعا زعيم التيار الصدري والأب الروحي لمليشيا المهدي، مقتدى الصدر، في بيان صحافي الى الاستمرار في التظاهر، مطالباً المتظاهرين بـ "عدم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم التعدي بهتافات ضد أحد على الإطلاق، لأنّه حسب رأيه سيكون منطلقاً للفاسدين والمندسين للوصول الى مآربهم الوضيعة"، بحسب تعبيره.

وحدّد الصدر في توجيهاته سقف المطالبة، أن يكون في "الأمور الخدمية ومعاقبة المفسدين عامة وعدم تسييس المطالب، لأنّها تنتظرها الكثير من الجهات لتخريب العراق".

وأشار إلى أنّ "المطالبة باستقالة بعض الوزراء معناها عدم إرجاع الخدمات والانشغال بالبديل وهو صراع بين الكتل تطول مدته ويدوم مقامه وبالتالي ضياع الحقوق". موكلاً الأمر الى المتظاهرين بقوله "الأمر إليكم".

اقرأ أيضاً: احتجاجات البصرة على انقطاع الكهرباء تمتد إلى النجف

ودعا المتظاهرين إلى "عدم التعدي على الجهات الأمنية؛ لأنّها تدافع عن المظاهرة والمتظاهرين"، كما دعا إلى "عدم رفع أي صور لأي شخصية سياسية أو دينية حالية أو تاريخية".

وطالب أن "تكون المطالب وفق القواعد الشرعية والوطنية والقانونية والاجتماعية المعمول بها". داعياً إلى "عدم التأثير السلبي على الجهاد والمجاهدين في سوح الجهاد ضد العدو الإرهابي، وإلى التنسيق بين متظاهري المحافظات بما يحفظ هيبتها وقوتها".

ودعا إلى "عدم ارتداء الزي العسكري بأي صورة من الصور". مطالباً بـ"الاستمرار في التظاهرات حتى الوصول الى الهدف الخدمي المنشود".

كما طالب بـ "إيكال أمر المفسدين الى رئيس الحكومة الحالي والذي بدوره يجب عليه التشاور بصورة فاعلة مع شركائه". مشدّداً على "عدم إعطاء المجال للمتحزبين وذوي المطالب السياسية للاشتراك في المظاهرات، لأنّهم سيعملون على إضعافها".

من جهتها، أعلنت مليشيات عصائب أهل الحق عزمها "المشاركة في تظاهرة يوم غد الجمعة الشعبية في ساحة التحرير وسط بغداد".

وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحركة، حسين كاظم، في بيان صحافي، إنّ "الحركة ستشارك بفاعلية بتظاهرة غد الشعبية، وسترفع شعارات المطالبة بحقوق المواطنين من الخدمات ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين والتقليل من رواتب النواب والمسؤولين".

وأشار إلى أنّه "في حال عدم تنفيذ مطالب الجماهير الخاصة بذلك فإنّ التظاهرات ستنطلق للمطالبة بحل أو إقالة البرلمان".

اقرأ أيضاً: العراق: مسؤولون يحذرون من "مؤامرة" إسقاط الجنوب

بدوره، عدّ الخبير السياسي، عبد الغني المعموري، دعوة الصدر "محاولة منه لتبني التظاهرات، وإظهار دور كبير له ولأنصاره فيها".

وقال المعموري لـ"العربي الجديد" إنّ "التظاهرات في العراق بلغت ذروتها وهي آخذة بالاتساع بشكل كبير قد يكون له تأثير على العملية السياسية وتغييرها". مؤكّداً أنّ "الصدر يحاول أن يخلق له دوراً فيها، من خلال إصداره التوجيهات والتعليمات للمتظاهرين، وحثّهم على التنسيق فيما بينهم، وكأنّه زعيم وقائد لهم".

وأشار الى أنّ "التحالف الوطني، والذي ينتمي إليه الصدر أدرك خطورة وتأثير التظاهرات على الحكومة المنبثقة من رحم التحالف الوطني، الأمر الذي دفعه، وقد يدفع زعماء كتل أخرى داخل التحالف الوطني، إلى فتح خط رجعة لهم مع المتظاهرين، حتى يكون لهم الدور البارز في حال حدوث أي تغيير في العملية السياسية، ويحصلون على مكاسب سياسية مستقبلية".

واتسعت دائرة التظاهرات في العراق لتشمل محافظات عدّة، بما فيها العاصمة بغداد، ويطالب المتظاهرون بتحسين مستوى الخدمات في البلاد وإحداث تغيير على مستوى المسؤولين على ملفات الخدمات.

المساهمون