العراق: العدد الرسمي للمصابين بالإيدز لا يمثل الواقع وتحذير من سرعة انتشاره

22 اغسطس 2017
الإصابات في تزايد (تويتر)
+ الخط -


في أول إعلان رسمي من نوعه عن عدد إصابات مرض الإيدز في العراق، أعلنت دائرة صحة بغداد عن تسجيل 15 إصابة بالإيدز أخيراً، في بغداد وحدها، محذرة من سرعة انتشاره بسبب افتقار المجتمع لثقافة الوقاية منه.

وكانت تقارير غير رسمية في العراق لإحدى المنظمات المحلية كشفت عن نحو 200 إصابة بالإيدز في بغداد، في حين ذكرت منظمة تابعة للأمم المتحدة أن العدد التقريبي هو 480 شخصاً توفي نصفهم.

وقال مدير صحة الكرخ في بغداد، جاسب الحجامي في بيان له إن "15 حالة إصابة بالإيدز رصدت في الفترة القليلة الماضية، وهذا العدد لا يمثل إلا جزءاً بسيطاً من العدد الفعلي، كون بعضهم يحملون الفيروس لكن الأعراض لم تظهر عليهم بعد، وبعضهم الآخر تكون بعض الأعراض ظهرت عليهم لكنّ المرض لم يشخص لديهم بعد".

وأشار الحجامي إلى أن "هذا المرض بدأ يتناقص في الدول التي ظهر فيها، في حين نجده يزداد بتسارع في العراق بعد أن كان نادراً جداً، وإذا لم تتخذ الإجراءات المستعجلة والصحيحة للحد منه سنصل إلى مرحلة يكون فيها من الصعب السيطرة عليه، وتنتقل عدواه للناس الأبرياء".

وعزت عضو لجنة الصحة النيابية، غادة الشمري، ارتفاع نسب المصابين بمرض الإيدز في العراق، إلى جملة أسباب منها انتشار ما يعرف بمراكز المساج(التدليك) والنوادي الليلية وارتفاع أعداد متعاطي المخدرات.

وقالت الشمري في تصريح صحافي: "إن لجنة الصحة عقدت اجتماعاً طارئاً بخصوص انتشار مرض الإيدز وبعض الأمراض المعدية في البلاد، ودرست الأسباب ووضعت الحلول الممكنة. وإلى الآن لم تصلنا إحصاءات رسمية من وزارة الصحة بعدد المصابين بمرض الإيدز، إلا أن التوقعات تشير إلى إصابة قرابة 30 شخصاً خلال العام الماضي، وقرابة 180 مصاباً في عموم العراق طيلة السنوات السابقة"، لافتة إلى أنه "رغم هذه الأعداد إلا أن العراق لا يزال من الدول تحت خط الخطر ونسب الإصابات فيه الأقل في المنطقة".







وكشف عضو اللجنة الأمنية في محافظة بغداد، محمد الربيعي، محذراً من خطورة ذلك على البيوت والعوائل العراقية. وأوضح أن المقار التي زحفت وتمادت في الكرادة يقف خلفها سند أمني قوي. وأشار إلى أن تلك المقار تدفع مبالغ لقيادات عسكرية متواطئة.

وذكر أن وزارة الصحة والدوائر التابعة لها عممت كتباً رسمية على المؤسسات الصحية والمستشفيات التابعة لها، برفع درجة التأهب وإجراء مسح في المناطق بعد ارتفاع حالات الإصابة بمرض فقد المناعة المكتسبة (الإيدز).

وأكد مستشار وزير الداخلية، وهاب الطائي، تسجيل 3 حالات إصابة بمرض الإيدز لعاملات في مراكز المساج غير المرخصة التي يبلغ عددها في بغداد وحدها 110 بين بار ونادٍ ليلي.


وتقول الباحثة الاجتماعية، ليلى مجيد، إن المجتمع العراقي من المجتمعات العشائرية المحافظة التي تتحفظ على الحديث عن تعاطي المخدرات أو الأمراض التي تنتشر نتيجة الممارسات الخاطئة أو الاختلاط غير اللائق، لكن مع انعدام الرقابة في المنافذ الحدودية زاد انتشار المخدرات في محافظات جنوب العراق التي تدخل من إيران وغيرها من الدول، إضافة إلى تفشي الفساد والرشى في المنافذ الحدودية وعدم وجود أو تفعيل الرقابة الصحية في تلك المنافذ.

وأضافت مجيد لـ"العربي الجديد"، هناك الكثير من المصابين يقعون ضحية هذا المرض دون علمهم، فينقل الزوج المصاب الفيروس لزوجته، التي تنقله إلى طفلها الرضيع، بالتالي لا يمكن إطلاق أحكام قاطعة على جميع المصابين بهذا المرض بأنهم مارسوا البغاء، وهذه الأحكام المسبقة تجعل جميع المصابين يتوارون عن الأنظار أو لا يفصحون عن مرضهم.

وكانت الإجراءات الصارمة للوقاية من الإيدز بالفحص الإجباري لجميع الأشخاص الذين يدخلون العراق أثناء سنوات الحصار الاقتصادي مطلع تسعينيات القرن الماضي وحتى الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، جعلت العراق من الدول ذات التوطين المنخفض للمرض.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، فإن عدد الإصابات المسجلة بمرض الإيدز في العراق بين عامي 1986 و2008 بلغت 480 حالة، بينها 274 لمواطنين عراقيين غالبيتهم فارقوا الحياة.



المساهمون