دفعت دعوة زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، للاعتصام أمام بوابات المنطقة الخضراء، رئيس الحكومة العراقيّة، حيدر العبادي الى وضع خطة دفاعيّة حازمة لحماية المنطقة الخضراء، وسط بغداد، مستعينا بقوات قتاليّة ومروحيّات، فيما أصدر أوامره بالتصدّي بقوة لأي خرق أمني أو محاولة إثارة للشغب، مهدّدا القوات الأمنيّة بعقوبات رادعة في حال أي تساهل مع أي نوع من الانتهاك.
وقال ضابط في قيادة عمليّات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس الوزراء أصدر أمرا لقيادة العمليّات أن تضع خطّة لحفظ أمن المنطقة الخضراء"، مبيّنا أنّ "القيادة وضعت خطة عاجلة، وبدأت بتطبيقها منذ منتصف ليلة أمس، بحيث سحبت قوات قتاليّة من منطقة كرمة الفلوجة وأوقفت المعارك هناك".
وأوضح الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "تلك القوات دخلت إلى بغداد، وانتشرت مع القوات الموجودة في العاصمة بشكل مكثّف في أغلب مناطق العاصمة، وخصوصا المنطقة الخضراء، التي أُغلقت بعض منافذها منذ أمس"، مضيفا أنّ "القوات الأمنيّة دخلت حالة إنذار قصوى، وتجهّزت بأسلحة متوسطة وخفيفة".
وأضاف أنّ "حواجز أمنيّة متنقّلة نُصبت قرب المنطقة الخضراء تحسّبا لأي طارئ"، مشيرا إلى أنّ "التوجيهات التي صدرت نصّت على التعامل بحزم مع أي مظاهر مسلحة، أو حالة للانفلات الأمني، أو حتى خروج الاعتصامات من سياقها المعهود، أو محاولة اقتحام المنطقة الخضراء".
اقرأ أيضا: العراق: منع أنصار الصدر من اعتصام أمام المنطقة الخضراء
وأوضح الضابط أنّ "قيادة العمليّات هدّدت بعقوبات رادعة لكل من يقصر بواجبه في التصدي لأي خرق أمني قد يحدث، ووضعت لائحة بالعقوبات إزاء المقصّرين"، مضيفا أنّ "هذه الخطة هي خطة استباقيّة تستبق بدء الاعتصامات"، ومؤكدا أنّها "ستشدّد مع الساعات الأولى لبدء الاعتصامات، إذ ستغلق منافذ المنطقة الخضراء، وستضاعف أعداد القوات الأمنيّة، فيما ستنتشر مروحيات طيران الجيش العراقي في محيط المنطقة الخضراء لتأمينها".
وأشار المتحدث ذاته إلى أنّ "هناك توجيهات صارمة من قبل رئيس الوزراء بإحباط أي محاولة لزعزعة الأمن، واستخدام القوة الرادعة مع أي جهة تعمل على إثارة الشغب في العاصمة، بلا تردّد أو خوف"، وأنّ "رئيس الحكومة سيشرف بنفسه، اعتبارا من مساء اليوم، على تطبيق الخطة".
من جهته، أكّد الخبير السياسي، مصطفى محمد، أنّ "هذه الخطة والانتشار الأمني غير مسبوقين، ويؤشّران إلى حالة احتقان خطير وصلت إليه الحكومة مع الصدر والجهات المساندة له".
وقال محمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "هذه الخطة تدل، كذلك، على مخاوف العبادي من حدوث انفلات أمني في بغداد، الأمر الذي يمكن أن يهز الحكومة ويؤثّر في مستقبل العمليّة السياسيّة"، مضيفا أنّ "هذه المخاوف دفعت العبادي إلى التعامل بحزم غير معهود، ووضع القوة كاحتمال أول ولا بديل عنه في حال أي محاولة لإثارة الشغب في العاصمة".
اقرأ أيضا: الصدر يدعو لتغيير "الوجوه الفاسدة" ويتهم المالكي بتسييس القضاء
وأكّد الخبير السياسي أنّ "كل ذلك يؤشّر إلى مدى الاحتقان الذي وصلت إليه كتل التحالف الوطني، وأنّ لغة القوة والسلاح هي اللغة الوحيدة التي تسود بينها"، مشيرا إلى أنّه "في حال خروج الاعتصامات عن مسارها، فإن الأمر ينذر بارتباك خطير في المشهد الأمني داخل العاصمة، وقد ينتشر في المحافظات الجنوبيّة التي تضم أنصارا للصدر".
وكان "ائتلاف دولة القانون"، بزعامة نوري المالكي، قد رفض، أمس الأربعاء، الاعتصامات المزمع بدؤها الجمعة، تلبية لدعوة زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر، ملوّحا باستخدام القوة، مؤكّدا أنّ "الرجال بالرجال والسلاح بالسلاح".
ومن المرتقب أن تنطلق، غدا الجمعة، الاعتصامات التي دعا إليها مقتدى الصدر أمام بوابات المنطقة الخضراء، في وقت أكّدت فيه الحكومة العراقيّة أنّ القانون لا يسمح بإقامة الاعتصامات وسط الظروف الحالية، بسبب التهديد الإرهابي، فضلاً عن انشغال القوات الأمنية بالحرب على تنظيم (داعش) وإمكانية حدوث استهداف للمعتصمين.
اقرأ أيضا: الصدر يستأنف تصعيده: اعتصام مفتوح أمام المنطقة الخضراء ببغداد