العراق: مقتدى الصدر يطلق مليشيا جديدة باسم "الرد السريع"

29 مايو 2017
مليشيا "الرد السريع" ترتبط بالصدر بشكل مباشر(فيسبوك)
+ الخط -
أكّدت مصادر سياسية وأخرى مقربة من مليشيات "الحشد الشعبي" في العراق، اليوم الإثنين، تأسيس زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر، فصيلا مسلّحا جديدا يعرف باسم مليشيا "الرد السريع"، سيتولى مهمات مختلفة ويرتبط بزعيم التيار (مقتدى الصدر) بشكل مباشر.

وبحسب المصادر، فقد تم تشكيل المليشيا الجديدة من مليشيا "سرايا السلام" الأم، التي تمثل الجناح الأقوى والأكثر عدداً ضمن المليشيات التابعة للصدر، وهي "السلام، ولواء اليوم الموعود" والقوات الخاصة، والآن مليشيا "الرد السريع".

وتعود جميع تلك الفصائل إلى نواة واحدة، وهي "جيش المهدي" الذي تم تجميده عام 2007 عقب افتضاح تورطه بجرائم قتل وتطهير طائفية، إلى جانب مليشيا "العصائب" في بغداد وديالى ومدن عراقية مختلفة.

ويبلغ مجموع المقاتلين الموالين للصدر نحو 50 ألف مقاتل، غالبيتهم يتحدرون من المناطق الفقيرة والعشوائية، وتراوح أعمارهم بين 16 و45 عاماً.

ومن المفترض أن تتولى المليشيا الجديدة، التي لن تكون مختلفة عن سابقاتها التابعة للصدر، إلا بالاسم والقيادة والمنطقة التي تنتشر بها، مهمات عديدة، من بينها الانتشار في مناطق التاجي والمشاهدة في حزام بغداد، ومدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين، وتنفيذ ما تصفه المليشيا "واجبات أمنية واستخبارية".

الأمر الذي زاد القلق والخوف في نفوس المواطنين الذين يتهمون أصلاً مليشيا "سرايا السلام" بعمليات خطف للابتزاز، وجرائم تهجير وتطهير طائفية مختلفة، وابتزاز أصحاب المحال التجارية، بعلم من الشرطة والجيش العراقيين.

وقال مصدر مقرب من مليشيا الحشد، لـ"العربي الجديد"، إن أعضاء الفصيل الجديد هم أنفسهم مسلحون في "سرايا السلام"، لكن تم اقتطاعهم وتشكيل فصيل بهم، مبيناً أن المليشيا الجديدة ستكون مهمتها "عمليات ذات نوعية خاصة"، وأنه تم "اختيار أعضائها وفقاً للولاء والقوة في القتال".

يأتي ذلك بعد يوم واحد من استعراض عسكري قامت به مليشيا "سرايا السلام" بحضور القيادي في التيار الصدري ورئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان حاكم الزاملي، قال فيه "إننا بحاجة إلى قوات أكبر وتدريب عال لمنع تقسيم العراق ومنع أي قوة أجنبية تحاول التدخل بالعراق وتهدد أمنه وتهدد مقدساته".

واعتبر مراقبون أن المليشيا الجديدة تأتي ضمن سباق وتنافس بين قادة المليشيات المسلحة في العراق. وقال الخبير بشؤون الجماعات المسلحة في العراق، صلاح العمارة، إن "ولادة مليشيات أخرى جديدة أمر مرجح جداً هذه الأيام بسبب التنافس والسباق الانتخابي الجاري في العراق، إذ إن انتخابات البرلمان تجرى بعد نحو 8 أشهر من الآن، ومن المرجح أن تلعب المليشيات دورا مهماً في هذه الانتخابات".

وأوضح العمارة في حديث، لـ"العربي الجديد"، أن "ولادة مليشيات جديدة لا تعني خلقها من الصفر لكن انشطارا داخل المليشيات الأم وتأسيس مليشيات جديدة تكون لها حصة بالمخصصات المالية وتكون محل مناورة ونفوذ بيد السياسيين بالانتخابات المقبلة"، واصفاً ذلك بأنه فوضى المليشيات في العراق بدعم إيراني واضح.





المساهمون