تعهّد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لعشائر محافظة الأنبار بعدم إرسال مليشيا "سرايا السلام" لمقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المحافظة. ويكشف مصدر سياسي في محافظة الأنبار لـ "العربي الجديد"، أنّ "زعيم التيار الصدري تعهّد لوفد المحافظة، الذي زاره الأسبوع الماضي في النجف، بعدم إرسال أي عنصر من سرايا السلام إلى الأنبار".
ويوضح المصدر، أنّ "الصدر قال إنّ أبناء المحافظة قادرون على تحمل مسؤولية استعادة محافظتهم من قبضة داعش، وهم أكثر معرفة بمناطقهم". ويضيف "الصدر قال للوفد إنّه في حال طلب أهالي الأنبار المساعدة فإنّ سرايا السلام لن تتأخّر".
وكان وفد من محافظة الأنبار، ضمّ قوى سياسية وعشائرية زار، الأسبوع الماضي، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في النجف، وطلب منه عدم إرسال المليشيات المنضوية ضمن الجيش العراقي إلى محافظة الأنبار، لما لذلك من أثر في تأجيج الشعور الطائفي.
وانضمّت المليشيات إلى الجيش العراقي تحت مسمّى "الحشد الشعبي" عقب فتوى "الجهاد الكفائي" التي أطلقها المرجع الديني علي السيستاني لمقاتلة "داعش".
وتلاقي ظاهرة "الحشد الشعبي"، رفضاً واسعاً في الأوساط السياسية والعسكرية في الشارع العراقي، وبدا تأثيرها واضحاً في أداء المؤسسة العسكريّة، التي فقدت مركزيّة القرار، وساد فيها عدم الانضباط.
وكان المرجع الديني محمود الحسني الصرخي، قد شنّ في وقت سابق هجوماً غير مسبوق على السيستاني، على خلفيّة فتوى "الجهاد الكفائي"، التي أطلقها الأخير بعد سقوط الموصل. وأوضح أنه وأتباعه تعرّضوا للهجوم بعد معارضتهم لهذه الفتوى، التي سبّبت الفتنة بين طوائف المسلمين، وشرّدت العوائل وهدمت الدور فوق رؤوس أصحابها. وأكّد الصرخي في رسالة صوتية وجّهها إلى أنصاره، أنّ هذه الفتوى ولدت ميتة، لأن النهج العام للمرجعية خلال فترة الاحتلال الأميركي بعد عام 2003، هو منهج "الانبطاحية البساطية، أي أن تفرش نفسك بساطاً ليدوسك المحتل".
وأصدرت منظّمة العفو الدولية أخيراً، تقريراً كشفت فيه امتلاكها أدلّة على قيام مليشيات تُقاتل إلى جانب الجيش العراقي، بارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين من طائفةٍ معيّنة في البلاد، وقالت إنّها بمثابة "إعدامات عشوائية". وذكرت أنّ من بين هذه المليشيات، "بدر" و"عصائب أهل الحق"، و"جيش المهدي"، و"كتائب حزب الله". وأوضحت أن هذه المليشيات تستخدم الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، كحجّةٍ لشنّ هجمات انتقاميّة"، بحسب التقرير.