العراق: الخطف مهنة رائجة تنفذها المليشيات في ديالى

26 فبراير 2015
أعمال الخطف تتزايد في ديالى (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -



ليس التجار والأغنياء والوجهاء وشيوخ العشائر وحدهم معرضون للاختطاف على يد المليشيات المسلحة في ديالى، فالطائفة والاسم واللقب والعشيرة والمنطقة أمور أصبحت سمة جديد لاستهداف مواطني هذه المحافظة التي تشهد صراعاً مسلحاً بين مليشيات "الحشد الشعبي" من جهة وتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" من جهة أخرى.

وقال الشيخ عمر العزاوي لـ"العربي الجديد"، إن بطاقات الهوية التي يحملونها أصبحت تمثل عبئاً جديداً عليهم، لأنها غالباً ما تسهل تعرف مليشيات الخطف على الطائفة من خلال الاسم أو اللقب أو العشيرة، مشيراً إلى أنه يحاول، دائماً، إخفاء محل سكنه، لكن هويته تشير إلى أنه من أهالي المقدادية، وهو أمر يعرضه للخطر بحسب قوله.

وأوضح العزاوي، أن الكثيرين من أبناء عشائر "العزة والجبور والسعدي والونداوي والعزي" اضطروا إلى تغيير أسماء عشائرهم، كي لا يتعرضوا للاستهداف بسبب عجزهم عن دفع المبالغ المالية الكبيرة، التي تطلبها المليشيات المسلحة مقابل إطلاق سراح المختطفين، والتي تتراوح بين ( 50 ألف و100 ألف دولار)، مبيناً أن المليشيات اتخذت من عمليات الخطف مهنة تمارسها أمام مرأى ومسمع القوات الأمنية.

ودعا رئيس البرلمان، سليم الجبوري، الذي ينتمي إلى المحافظة، وبقية نواب ديالى إلى "الوقوف بوجه عصابات الجريمة وتخليص ديالى من هذا الوباء الذي تسبب بهجرة مئات العوائل إلى مناطق أخرى"، محذراً من تعرض المحافظة إلى تغيير ديموغرافي كبير في حال استمرت هذه العمليات.

هذه العمليات أصبحت تهدد أمن المواطن والمسؤول، بحسب ضابط في شرطة ديالى، الذي أكد أيضاً لـ"العربي الجديد"، أن تعرض كل من النائب عن المحافظة، ناهدة الدايني، ومحافظ ديالى السابق، عمر الحميري، لمحاولة اختطاف، الأسبوع الماضي، تشير إلى خطورة الموقف واستفحال عصابات الجريمة التي تعتبر نفسها فوق القانون، لافتاً إلى وجود تنسيق كبير بين مليشيات الخطف ومسؤولين كبار في الدولة العراقية، أدى إلى تزويدهم بمعلومات كاملة عن المسؤولين وتحركاتهم.

وأقر رئيس مجلس محافظة ديالى، مثنى التميمي، بشيوع ظاهرة الخطف في المحافظة، مشيراً إلى متابعة هذا الموضوع مع قائد الشرطة، وفتح باب التطوع أمام الراغبين، من سكان ديالى، للحد من هذه الظاهرة، فيما انتقدت عضو مجلس المحافظة، نجاة الطائي، ضعف العمل الاستخباري الذي مكن ذوي النفوس الضعيفة من اختطاف وابتزاز المواطنين، خصوصاً في منطقتي بعقوبة والمقدادية.

اقرأ أيضاً: "قيمر" العراق باقٍ 
اقرأ أيضاً:"هدايا الموت" تفتك بالعراقيّين