اغتال مسلحان مجهولان، مساء الأحد، ناشطاً في الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة والطبقة السياسية الحاكمة، بينما نجا ناشطان آخران من محاولتي اغتيال في مدينتي كربلاء والعمارة جنوبي البلاد، وفق ما أفادت مصادر أمنية.
وقال مصدر أمني، وهو ضابط شرطة برتبة نقيب لـ"الأناضول"، إنّ "مسلحين مجهولين أطلقا النار من مسدسين مزودين بكاتمين للصوت على الناشط في الاحتجاجات فاهم الطائي في منطقة البارودي وسط مدينة كربلاء".
Twitter Post
|
وأضاف أن "الطائي لقي حتفه في موقع الحادث جراء إصابته بعدة طلقات نارية، إحداها كانت في منطقة الصدر".
وأشار المصدر الأمني إلى أن منطقة البارودي التي قتل فيها الناشط محصنة أمنياً لقربها من أضرحة مقدسة؛ حيث تتولى نقاط تفتيش أمنية تدقيق هويات الداخلين إلى هذه المنطقة على مدار الساعة.
وأظهر مقطع مصور من كاميرا مراقبة تم تداوله إعلامياً على نطاق واسع من قيل إنه الطائي وهو يترجل من دراجة نارية قبل أن يقترب منه شخصان ملثمان يستقلان دراجة نارية؛ حيث أطلقا عليه النار من مسدسين مزودين بكاتمين للصوت قبل أن يلوذا بالفرار.
ولم يتسن التحقق من صحة المقطع المصور.
Twitter Post
|
وقال مصدر أمني آخر في قيادة شرطة كربلاء طلب عدم الإشارة لاسمه، إن "مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم باتجاه رئيس تنسيقية احتجاجات كربلاء إيهاب جواد عندما كان يسير وسط مدينة كربلاء".
وأوضح أن "جواد استطاع النجاة من الهجوم المسلح، بينما لاذ المهاجمون بالفرار".
وفي محافظة ميسان، أبلغ مصدر أمني بشرطة مدينة العمارة بأن "مسلحين مجهولين حاولوا اغتيال الناشط المدني باسم الزبيدي وسط مدينة العمارة" مركز المحافظة.
وأوضح المصدر أنّ "الزبيدي، وهو ناشط في احتجاجات ميسان، تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، لكنه نجا من الهجوم".
وتأتي هذه الحوادث بعد ساعات من إصابة الأستاذ الجامعي وعضو تنسيقية كربلاء للحراك المدني مهند الكعبي، بانفجار عبوة ناسفة ثبتها مجهولون بسيارته في مدينة كربلاء.
ووقعت الحوادث وسط دعوات من ناشطين لتنظيم مسيرة بدءاً من يوم غد للسير من كربلاء صوب بغداد في إطار دعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة والأحزاب الحاكمة.
وعبر عراقيون عن الغضب لاغتيال الطائي، مشددين على استمرار الاحتجاجات حتى إسقاط الفساد.
وقال حساب محمد الزبار: "سننتصر يا #فاهم_الطائي لن نستسلم إلى آخر نفس فينا، إما نحن أو هُم #كلنا_فاهم_الطائي".
Twitter Post
|
وغرّد إبراهيم السامرئي: "يوم أمس الناشط الشهيد فاهم الطائي يترحم على الشهداء.. واليوم هو استشهد على أيدي المجرمين. الرحمة والخلود لروحك".
Twitter Post
|
وكتب حسين السلامي: "#كلنا_فاهم_الطائي. ابن مدينتي قتلوك غدراً لأنهم جبناء ولن يذهب دمك ودماء الشهداء هدرا.. الرحمة والخلود لشهداء العراق والثورة".
Twitter Post
|
وتتكرر حوادث استهداف الناشطين في الاحتجاجات، كان آخرها قتل المصور الصحافي أحمد المهنا طعناً بآلة حادة، واختطاف المصور زيد محمد الخفاجي، الجمعة، في بغداد.
وتعهدت الحكومة مراراً بملاحقة من يقفون وراء عمليات قتل واختطاف الناشطين، من دون نتائج تذكر حتى الآن.
ورغم استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وهي مطلب رئيسي للمحتجين، إلا أن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
(العربي الجديد، الأناضول)