احتجاجات يقودها لاجئو مخيم رفحاء السعودي جنوب العراق

09 يونيو 2020
اعتزام الحكومة خفض مرتبات سكان "مخيم رفحاء" (فايسبوك)
+ الخط -
تطورت وقفة احتجاجية قادها المستفيدون من قانون معسكر "رفحاء" السعودي إلى احتجاجات وإغلاق طرق رئيسية تربط مدن جنوب العراق ببعضها؛ وذلك في حراك رافض لوثيقة حكومية تحدّثت عن تعديلات في المخصصات المالية في رواتبهم، التي يعتبرها العراقيون مرهقة لميزانية الدولة العراقية. 

ولم يتراجع المتظاهرون منذ أكثر من 24 ساعة في مدينتي البصرة والناصرية، وأغلقوا الطريق الرابط بين المدينتين، مع إعلان الحكومة العراقية عزمها تخفيض رواتب الموظفين الذين يتقاضون مبالغ ضخمة ومعالجة الرواتب التقاعدية لمحتجزي رفحاء. و"قانون مخيم رفحاء" نسبة إلى "مخيم رفحاء"، الواقع على بعد 20 كيلومترا من مدينة رفحاء السعودية، التي استقبلت فيه المعارضين لنظام صدام حسين بعد عام 1991، ودعمتهم خلال فترة التسعينيات.

وأقام في المخيم نحو 40 ألف شخص، وتبنت إدارته الأمم المتحدة حينها من خلال الإشراف عليه، وتم تقسيمه إلى 11 مربعا، في كل مربع تتوزع منازل جاهزة أقامت فيها الأسر والأشخاص الفارون من العراق، قبل توزيعهم على دول عديدة، من بينها أستراليا والولايات المتحدة وكندا والدنمارك وفنلندا والمملكة المتحدة وإيران وهولندا والنرويج والسويد وسويسرا وسورية. 

ومع اشتداد الأزمة المالية والحديث عن تعثر حكومي في دفع مرتبات المتقاعدين، يعود الحديث في العراق مجدداً عن مرتبات سكان "مخيم رفحاء" السعودي، والذي تحول إلى قضية رأي عام في العراق عبر المطالبات بإلغاء ما يعرف بـ"قانون مخيم رفحاء"، الذي يمنح مرتبات وامتيازات عالية مدى الحياة لمن دخل المخيم أو أقام فيه. 

ويبلغ مجموع نفقات ما يترتب على هذا القانون سنوياً أكثر من 40 مليار دينار، عدا الامتيازات الأخرى بمليارات الدولارات، التي اعتبرت مستحقات لهم بأثر رجعي تسلموها دفعة واحدة، إضافة إلى قطع أراضٍ وامتيازات تتعلق بأبنائهم وتوظيفهم في دوائر الدولة. وقالت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" إن "المستفيدين من رواتب قانون رفحاء قاموا بالتظاهر المسلح وغلق طريق الرابط بين الناصرية والبصرة"، فيما أكد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "بعض المتظاهرين اعتدوا على سائقي شاحنات لنقل البضائع كانوا في طريقهم إلى البصرة بعد اعتراضهم على عملية إغلاق الطريق".   

وذكر وائل الغانمي، على "فيسبوك": "هؤلاء أنفسهم كانوا ينتقدون المظاهرات ويعتبرون قطع الشوارع تخريبا، أنفسهم كانوا مسخرين صفحاتهم لمهاجمة المتظاهرين"، في إشارة إلى التنكيل الذي تعرض له المتظاهرون في بغداد وبقية المحافظات لرفض الفساد الإداري والمالي في البلاد.

ونشر إياد كاظم صورة تُظهر عدداً من المحتجين المستفيدين من قانون "رفحاء" وهم يحملون السلاح على سكة قطار في محافظة ذي قار، وكتب: "تظاهرات مجاهدي رفحاء هذا اليوم".

من جهته، غرّد عضو البرلمان العراقي علي الصجري عبر "تويتر" قائلاً: "أتمنى على الأخ رئيس الوزراء الكاظمي أن يلغي أكذوبة مؤسسة الشهداء والسجناء ورفحاء، لأنها بنيت لتأسيس قواعد جماهيرية لأحزاب من مكون واحد. ولم تكن مؤسسات وطنية، والدليل ادعوه للتدقيق بها، واضرب مثالاً هل يوجد شهيد سياسي من المحافظات الغربية وأغلب المؤامرات على صدام انطلقت منها".