وأشار المصدر إلى أن "التنظيم يحاصر البلدة من أربعة محاور هي المقالع والتل وسيد غريب والسميل"، وأكد سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، لم يعرف عددهم بسبب الفوضى العارمة التي سببها الهجوم.
ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات على التقدم الذي أحرزه "داعش" في قضاء بيجي شمال محافظة صلاح الدين، وسيطرته على أكبر مصفاة للنفط في العراق، وهو أمر مثير للقلق بالنسبة للقوات الأمنية المتواجدة في المحافظة بحسب مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين، أشار خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى خطورة الموقف بعدما بدا واضحا أن التنظيم المتطرف يحاول استعادة المحافظة من خلال تشتيت القوات الأمنية ومليشيات "الحشد الشعبي"، مبينا أن عناصر "داعش" فتحوا أكثر من جبهة للقتال في شمال المحافظة وجنوبها لإرغام الجيش والحشد على مغادرة تكريت.
اقرأ أيضاً:اتهامات للعبادي بعدم الجدية في تسليح عشائر الأنبار
وفي سياق متصل، أقر زعيم مليشيا "بدر" وزير النقل السابق وعضو البرلمان العراقي، هادي العامري، بسيطرة تنظيم "داعش" على مصفى بيجي، مؤكدا أن سبب الخسارة هو الحملة العدائية التي تعرضت لها مليشيات "الحشد الشعبي" بعد دخول تكريت، محملا مجلس محافظة صلاح الدين وبعض السياسيين مسؤولية الخسائر البشرية والمادية التي حدثت في المصفاة، ولفت إلى أن تكريت لم تحرر بالكامل، مبديا أسفه لاستجابة الحكومة الاتحادية لطلب انسحاب "الحشد الشعبي" من المدينة بعد تعرضه لحملة غير مبررة من قبل المنظومة الإعلامية.
"سلاح نسوي" للأنبار
على صعيد آخر، استنكر مسؤولون محليون وشيوخ عشائر في محافظة الأنبار تزويد الحكومة العراقية عشائر المحافظة بسلاح بسيط غير صالح للعمل، كان يستخدم لتدريب النساء المتطوعات في الحرب العراقية الإيرانية.
وقال عضو مجلس أعيان الرمادي، فتيخان العسافي، لـ"العربي الجديد"، إن "رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، أمر بتوزيع السلاح على مقاتلي العشائر لصد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية"، مبينا أن شيوخ المحافظة فوجئوا بتوزيع بنادق كلاشنكوف (ذات القبضتين) التي كانت توزع للنساء المتطوعات في الحرب العراقية الإيرانية.
واستنكر العسافي ما وصفها بـ "الإهانة" التي وجهت لرجال المحافظة بعد تزويدهم بـ "سلاح نسوي"، داعيا إلى التخلي عن الحكومة العراقية التي تماطل بمسألة دعم العشائر، واللجوء إلى الدول العربية والمجتمع الدولي للحفاظ على سكان المحافظة من بطش تنظيم "داعش" ونوايا مليشيات "الحشد الشعبي" الذي بدا متحمسا لدخول المحافظة.
وفي سياق متصل، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار، فرحان محمد، أن السلاح الذي قرر العبادي منحه لمسلحي عشائر الأنبار لا يوازي حجم التحديات والمعركة الكبيرة.
وأوضح أن "الحديث عن وصول كميات كبيرة من العتاد والسلاح إلى الأنبار كلام للإعلام فقط"، مبينا أن "معركة الأنبار ستكون أصعب من معركة تكريت بسبب حجم المحافظة وارتباطها بحدود مشتركة مع عدة دول ومحافظات".
من جهة أخرى، واصل الطيران العراقي قصفه لأهداف قال إنها لتنظيم "الدولة الإسلامية" في الأنبار، وأكدت قوة الصقور التابعة لوزارة الداخلية العراقية في بيان مقتل العشرات من مسلحي التنظيم خلال الضربات الجوية التي استهدفت أوكار المتطرفين في مدينة القائم غربي المحافظة.
اقرأ أيضاً:العراق: "داعش" يفتح جبهات ثانوية بمقاتلين مستوردين