بعد أن خسر تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) المجمّع الحكومي وأحياء وسط مدينة الرمادي، تشير المعطيات الميدانيّة إلى انسحابه نحو جزيرة الخالدية، وتجميعه قواه لشنّ هجوم مضادٍّ ضد القوات العراقيّة، الأمر الذي دفع جهات سياسيّة وعشائريّة للدعوة لضرب التنظيم بهجوم استباقي يربك صفوفه.
وقال القيادي العشائري في المحافظة، سلمان العيثاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم انسحب من المجمّع الحكومي نحو جزيرة الخالدية، التي هي أساساً خاضعة لسيطرته"، مبيناً أنّ "المعلومات الواردة من الجزيرة، تؤكّد أنّ التنظيم بدأ يستجمع قواه ويعدّ لهجوم مضاد على أحد قواطع الأنبار".
وأضاف المتحدث ذاته، أنّ "المعلومات تؤكّد على أنّ التنظيم لا يعمل حاليّاً على تحصين نفسه في الجزيرة لصدّ هجوم مضاد، بل يحاول أن يبادر بهجوم سريع، وقد شارف على الانتهاء من الاستعدادات الكاملة".
وأوضح العيثاوي، أنّ "الخطة التي وضعها التنظيم غير معروفة، ووجهته غير معلومة، الأمر الذي يتطلّب تحرّكاً سريعاً من قبل القيادة العسكريّة لمبادرة التنظيم بهجوم يشتّت قواه".
اقرأ أيضاً: بغداد: مليشيات تختطف موظفين وتسرق أكثر من مليار دينار
وأكّد القيادي العشائري، أنّ "الحركة الاستباقيّة لأيّ جهة كانت، سواء للقوات العراقيّة أو للتنظيم، ستمنح الجهة التي تنفّذها فرصة كبيرة لزعزعة صفوف الجهة المقابلة"، داعياً إلى "تدارك الموقف واستثمار المعنويات العالية للقوات الأمنيّة والعشائريّة، والتحرّك بهجوم واسع لضرب التنظيم في الجزيرة".
من جهته، اعتبر السياسي المستقل عن محافظة الأنبار، الشيخ غانم العيفان، أنّ "جزيرة الخالدية هي امتداد لمدينة الفلوجة التي تضم مركزاً لقيادة (داعش)، وقوّة لا يستهان بها للتنظيم".
وقال العيفان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "جزيرة الخالدية تتطلب عمليّة أمنيّة خاصة بها، لأنّ (داعش) لديه نفوذ كبير فيها"، محذّراً من "خطورة وجود التنظيم فيها".
وأشار المتحدث ذاته، إلى أنّ "جزيرة الخالدية تعدّ مفتاحاً لحرب الفلوجة المقبلة، وأنّ وجود (داعش) فيها يعني أن التنظيم لديه خط كامل من الإمداد والتواصل العسكري، ما بينها وما بين الفلوجة، وأنّ ذلك يمنحه القدرة على التحرّك باتجاه أيّ جبهة كانت في المحافظة".
وشدّد، على أهميّة "مباغتة التنظيم وعدم تركه يلتقط أنفاسه، ويعيد ترتيب أوراقه من جديد".
واستطاعت القوات العراقيّة المدعومة بالعشائر، والمسنودة بطيران التحالف الدولي، في الـ29 من ديسمبر/كانون الأول الحالي، تحرير المجمّع الحكومي وسط المدينة، فيما انسحب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من أغلب مناطقها، بينما استبقت قيادة العمليات المشتركة الأحداث، لتعلن "تحرير الرمادي" بشكل كامل.
اقرأ أيضاً: داود أوغلو: على العراق استخدام القوة ضد (داعش)