استغلّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) انشغال القوات العراقيّة بتطويق مدينة الفلوجة، ليهاجم بلدة عامرية الفلوجة، القريبة منها ويقتحمها من الجهة الجنوبيّة.
عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات أوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "داعش شنّ هجوما على منطقة عامريّة الفلوجة وحاول السيطرة على مجمّعها السكني وسط البلدة"، مبيّنا أنّ "الهجوم نفّذه داعش من جهة زوبع، وهي الجهة الجنوبيّة للبلدة من وأدخل نحو 14 انتحاريّاً".
وأشار الى أنّ "الانتحاريين انقسموا الى قسمين، الأول حاول الوصول الى مخيّم النازحين في البلدة، والآخر الى المجمع السكني الذي يضم مئات العوائل"، لافتاً إلى أنّ "القوات العراقيّة والعشائرّية وصلتها معلومات عن الهجوم قبل تنفيذه، واستطاعت قتل الانتحاريين قبل الوصول لأهدافهم".
كما بيّن أنّه "بعد دخول الانتحاريين، بدأ عناصر التنظيم بالهجوم من ذات المحور واشتبكت معهم القوات الأمنيّة والعشائريّة، واستمرت الاشتباكات من الرابعة فجرا حتى صباح اليوم وانتهت بدحر هجوم التنظيم، ومقتل عدد من عناصره".
من جهته، أكّد القيادي العشائري في عامريّة الفلوجة، عبد الرحمن العيساوي، أنّ "الهجوم كان مباغتا وغير متوقع، وأنّ داعش استغل فرصة انشغال القوات العراقيّة والعشائر بتطويق الفلوجة".
وقال العيساوي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الهجوم كان قويّا جدّا، وأنّ داعش استطاع اختراق البلدة من جهتها الجنوبيّة، وكان يهدف الى السيطرة على المجمّع السكني فيه"، مشيرا الى أنّ "الاشتباكات كانت عنيفة جدّا وسقط قتلى وجرحى من الجانبين، وأنّ طيران التحالف لم يشارك بصد الهجوم".
وأكّد أيضاً أنّ "الوضع الآن تحت السيطرة، وأنّ القوات العراقيّة والعشائريّة انتشرت في البلدة وفي حدودها الجنوبيّة لتأمينها من أي هجوم آخر، قد يقدم عليه التنظيم، كما أن قيادة العمليّات المشتركة أرسلت الآن تعزيزات كبيرة ستصل الى البلدة وسيتم نشرها على محاورها، وتأمين حدودها".
يشار الى أنّ القوات العراقيّة والعشائريّة في عامريّة الفلوجة، تشارك بعمليّة تطويق الفلوجة، وانشغلت بها، الأمر الذي تسبب بسحب أغلب القوات الى تلك المعركة، ما أوجد فراغا أمنيّا من محورها الجنوبي.