ضاعفت مليشيا "الحشد الشعبي" من أعدادها في بلدة الحويجة بمحافظة كركوك، وعززت انتشارها في أزقتها بحجة وجود عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، بينما تستمر بعمليات التمشيط والاعتقال، في وقت نفت فيه قيادة عمليات المحافظة مزاعم وجود التنظيم فيها.
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيا الحشد نقلت يوم أمس قطعات إضافية إلى كركوك والحويجة وبعض البلدات الأخرى في المحافظة"، مبينا أنّ "الأعداد كبيرة جدا، وأنّ الحشد انتشر على الطريق الرابط بين كركوك والحويجة، وفي أزقة الحويجة، وقرب بلدات الرياض والتون كوبري وغيرها".
وأشار المصدر الى أنّ "الحشد مستمر بعمليات تمشيط في مناطق وقرى الحويجة، وقد أسفرت تلك الحملات عن اعتقال أكثر من 25 مواطنا من منازلهم، بتهمة الارتباط بداعش"، مؤكدا أنّ "عمليات الاعتقال أثارت حالة الفزع والخوف لدى الأهالي، الذين يخشون من مخطط لبقاء الحشد في بلدتهم".
ونفت قيادة العمليات الخاصة الثانية، أي وجود لداعش في المحافظة، وقال قائد العمليات، اللواء الركن معن السعدي، في بيان صحافي، إنّ "الحديث عن وجود داعش في كركوك، أو وجود مخطط لمهاجمتها، أنباء عارية عن الصحة"، مؤكدا أنّ "قوات مكافحة الإرهاب والقوات الأمنية الأخرى، متواجدة في كركوك بكامل قوتها، وأنّ الوضع الأمني تحت السيطرة".
وأشار الى أنّ "القوات قادرة على سحق التنظيم، وفرض سلطة القانون في كركوك، وستكون القوة الضاربة في المحافظة".
ويخشى أهالي الحويجة، من مخطط للحشد، لإعادة انتشارها في البلدة، مستغلة حادثة الاثنين الماضي، وقال الشيخ غزوان العبيدي، وهو أحد شيوخ كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الملف الأمني في المحافظة هو مسؤولية القوات الأمنية حصرا، وعليها أن تأخذ دورها بشكل صحيح، وأن تمنع انتشار أي قوات من خارج منظومة أمن كركوك".
وأكد أنّ "الانتشار العسكري للحشد، يؤشر الى نية بقاء طويلة في الحويجة، وإعادة نشاطها من جديد"، مبينا أنّ "الأهالي يرفضون ذلك، ويطالبون الحكومة المحلية والمركزية، باتخاذ قرار بإعادة نشر القوات الأمنية حصرا دون غيرها". داعيا الى "الكشف عن أماكن احتجاز المعتقلين، الذين اعتقلتهم الحشد، خلال الأيام الأخيرة من البلدة".
يشار الى أنّ مليشيا "الحشد" استغلت حادثة قتل 27 من عناصرها يوم الاثنين الماضي، في الحويجة، لتنقل قطعات كبيرة لها، وتستقر في البلدة.