العراقيون يخزنون وقود التدفئة والحطب قبل البرد

02 نوفمبر 2015
يزداد اشتداد البرد بغياب التدفئة (الأناضول/GETTY)
+ الخط -
يستمر العراقيون بالتوارد إلى محطات بيع وقود التدفئة من النفط الأبيض والغاز الطبيعي استعداداً لموجة البرد القادمة والأمطار والفيضانات التي غمرت المدن العراقية، والتي حذر منها الخبراء رغم شح وقود التدفئة وارتفاع سعره بشكل كبير.


ويلجأ آخرون إلى شراء وتخزين الحطب من القرى والأرياف بسبب شح وقود التدفئة، وغلاء ثمنه، وقلة الحصص المحددة للمواطنين، التي لا تكفيهم لعدة أيام فقط. أما الفقراء فلا قدرة لهم على شراء الحطب أو الوقود بخاصةً النازحون في المخيمات.

وذكر مصدر في وزارة النفط العراقية أن" مراكز توزيع المنتجات النفطية في عموم البلاد بدأت بآلية جديدة لتوزيع وقود التدفئة من النفط الأبيض للمواطنين عبر البطاقة التموينية لضمان تسلم جميع المواطنين حصصاً متساوية".

غير أن المواطنين أعربوا عن تذمرهم من هذا الإجراء، مشيرين إلى أنَّ الحصص المقررة من الوزارة لا تكفي لعدة أيام فقط بحجة شح المنتجات، فيما يباع الوقود في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

اقرأ أيضاً: أمطار العراق تقتل سبعة وتشرد آلاف النازحين

وقال ياسر حميد (41 عاماً) "مراكز توزيع المنتجات النفطية تعطي لكل مواطن حصة لا تزيد عن 100 لتر من وقود التدفئة "النفط الأبيض" وهي كمية لا تكفي لتشغيل المدافئ النفطية سوى لعدة أيام فقط "، موضحاً أن الوزارة تتذرع بشح المنتجات النفطية في البلاد من وقود التدفئة بشكل خاص فيما نجده يباع في السوق السوداء بسعر مرتفع يصل إلى 1000 دينار (دولار واحد تقريباً) للتر، فإشعال مدفأة ليوم واحد يحتاج إلى ما لا يقل عن 5 لترات وهذا يعني 5 آلاف دينار (4 دولارات) يومياً لمدفأة واحدة وهذا كثير".

ويتهم مواطنون آخرون بوجود فساد مالي وإداري في آليات توزيع المنتجات النفطية عبر تعامل سياسيين كبار مع تجار الوقود لبيعه في السوق السوداء للمواطنين بعيداً عن مراكز التوزيع الرسمية.

وقال حسن عايد (57 عاماً) يذهب المواطن إلى مراكز توزيع المنتجات النفطية الرسمية فلا يحصل إلا على 100 لتر من النفط الأبيض، وعندما نسأل عن سبب قلة الكمية يقولون لنا إنَّ البلاد تعاني من شح هذا المنتج بسبب الحرب، لكننا نجده يباع في السوق السوداء جهاراً نهاراً في الشوارع بأسعار مرتفعة ".

اقرأ أيضاً: العراقيون يستعدون لموسم الأمطار والفيضانات

ويلفت عايد إلى أن "تجار المنتجات النفطية يستغلون حاجة المواطنين في الشتاء، ويتعاملون مع شركات توزيع تعود لسياسيين كبار في الدولة غير مبالين بما نعانيه، فيما يربحون هم المليارات من بيع المنتجات النفطية في السوق السوداء".

ويلجأ آخرون إلى شراء الحطب وتخزينه من القرى والأرياف، استعداداً لموجات البرد الشديدة. ويشتري فاضل صبري (53 عاماً) حزم الحطب ويخزنها في منزله ويقول: "حزمة الحطب قد لا يتجاوز ثمنها 10 أو 15 ألف دينار (10 دولارات) وهي تكفي لتدفئة المنزل ربما لأسبوع فيما لو اشتريت 10 لترات من وقود التدفئة بسعر 10 آلاف أو 15 ألف دينار لا تكفي هذه الكمية ليومين فقط ".

أما النازحون في المخيمات فهم في حيرةٍ من أمرهم فلا طاقة لهم على شراء وقود التدفئة ولا الحطب، وقد غمرت مياه الفيضانات والأطيان الناجمة عن الأمطار الشديدة مخيماتهم فتركوها إلى المدارس والجوامع القريبة.

اقرأ أيضاً: مخيمات النازحين تغرقها السيول والفيضانات بالعراق