العدوان الإسرائيلي أجّل أعمال غزّة الدرامية

13 سبتمبر 2014
من حملة مسلسل الروح (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
لم يكن ممكناً استمرار بث الأعمال الفنية الغزيّة، التي أنتجت لشهر رمضان الماضي، للقنوات الفلسطينية الفضائية، خلال العدوان الإسرائيلي الذي دهم الفلسطينيين واستمر لواحد وخمسين يوماً. فكل القنوات الفلسطينية تحولت إلى نقل العدوان وما خلفه من مآسٍ على القطاع وسكانه.

الأعمال الفنية التي بدأ عرضها في اليوم الأول من رمضان لم تستمر سوى لأيام ثمانية، ومن ثم تم إيقافها رغم المجهود العالي الذي بذل في تلك الأعمال تحضيراً لعرضها، لكن قدر الحرب منع ذلك.

وتوزعت الأعمال الفنية بين الكوميدية والدرامية والتراجيدية، إضافة إلى بعض البرامج الترفيهية والفكاهية وبرامج الكاميرا الخفية، وقد استغرق وقت عمل تلك الأعمال فترة طويلة سبقت عرضها، وفترة أخرى من الترويج المتواصل لقرب عرضها.

الفنان الفلسطيني محمود زعيتر بطل البرنامج الشهير "بس يا زلمة" يوضح لـ"العربي الجديد" أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى توقف برنامجه الذي يبث على فضائية فلسطين الرسمية في الأيام الأولى من عرضه، وذلك لطبيعة الأجواء العامة والتي لا تتناسب مع استمرار برنامج كوميدي فكاهي.

ويؤكد الفنان زعيتر الذي قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله خلال العدوان على غزة، أن العدوان ساهم بخسائر كبيرة مادية ومعنوية في المجال الفني، مبيناً أن فريقه أعد مجموعة حلقات من أجل استغلال موسم شهر رمضان، والذي يزيد فيه إقبال الناس على البرامج التلفزيونية وشغفهم بها.

ويقول: "الحرب أثرت على الفنان الفلسطيني من النواحي كلها، خصوصاً أن الأعمال التي قام بها العديد من الفنانين خلال فترة ما قبل الحرب لم يتمكن من عرضها، وتسبب ذلك بضرب موسم شهر رمضان الذي تزيد فيه الأعمال الفنية، والذي ينتظره الفنان الفلسطيني كل عام".

من ناحيته؛ يقول الفنان الكوميدي نبيل الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إنه أعد قبل الحرب مسلسل "مرزوقة وشعبان" وهو مسلسل اجتماعي كوميدي تم عرض عدة حلقات منه على قناة الأقصى الفضائية، شدت انتباه الجمهور وإعجابهم، ولاقت استحساناً كبيراً، خصوصاً أن المواضيع المطروحة تمس حياة المواطنين بشكل مباشر.

ويشير الخطيب إلى أن الحرب ساهمت كذلك بتوقف مسلسل "بلدي يا غزة" وهو مسلسل كوميدي سياسي، إضافة إلى العديد من الأعمال الفنية الأخرى، مبيناً أن ما نسبته 5% فقط من الأعمال الفنية الفلسطينية رأت النور خلال موسم شهر رمضان، والذي يعتبر غنياً بالأعمال والمواد الفنية.

بدوره؛ أوضح الفنان الكوميدي إسلام أيوب، وهو بطل مجموعة كبيرة من الأغاني والأعمال الفنية التي تناقش الواقع بطريقة كوميدية ساخرة، أن الحرب أوقفت عدة مسلسلات قد أعدها، وهي "محجوب وعقله الطوب"، "ايش القصة"، "خليها على الله"، والتي تحمل جميعها طابعاً كوميدياً.

ويشير في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أن الأوضاع الصعبة التي مرت بها غزة خلال العدوان الإسرائيلي والخطر المتواصل، حال بين عرض تلك الأعمال وغيرها، لافتاً إلى أنه بث قبل الحرب أغنية ساخرة عن شح توفر الإسمنت، تقول "إسمنت يا غالي.. دائما على بالي"، لكن ظروف الحرب لم تساعد في نشرها كما يجب.

هكذا يخرج منتجو وصنّاع الدراما الفلسطينية بخسائر فادحة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أنهك الفلسطينيين، والموسم الدرامي الذي كان يعول عليه كثيراً، ليبقى هؤلاء رهناً بالأحداث القائمة، وسيحاولون تباعاً البحث عن مخرج يليق بالأعمال وإعادة إقناع المشاهد بمتابعة هذا الإنتاج ولو بعد حين، مع ما يترتب على ذلك من خسائر مادية في الدرجة الأولى وهي لا تقل أهمية عن الخسائر المعنوية التي منيت بها الدراما الفلسطينية، وكانت تستعد لتقديم موسم مثمر من الأعمال التي تنافس دولا شقيقة لها مثل مصر وسورية.

دعم الدراما أعلن منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال الذي عقد في أنقرة تركيا في أبريل/نيسان 2014 مواصلة عزمه على إطلاق مبادرة كبيرة لدعم الإنتاج الفني المناصر للقضية الفلسطينية. وأكد القائمون على اجتماعات المنتدى، بمشاركة نخب إعلامية متضامنة مع القضية الفلسطينية، أن الدراما ستحظى باهتمام كبير ضمن فعالياته. وأشار إلى أن فعاليات الاجتماع ستركز على الدراما والإبداع والإنتاج الفني، ودور ذلك في دعم القضية الفلسطينية.
المساهمون