وقال ضابط في الشرطة العراقية لـ"العربي الجديد" إن الجثث التسع عشرة من ضمن 51 مواطناً اعتقلتهم مليشيات الحشد، ليلة أمس، من منازلهم.
وأضاف الضابط العراقي أن "الضحايا اعتقلوا لأسباب طائفية معروفة وتم قتلهم لنفس الأسباب من مليشيات الحشد، التي تقوم، حالياً، بتطهير ديموغرافي لجميع القرى والبلدات الحدودية مع إيران وجعلها مقتصرة على مكون طائفي معين، وطاول ذلك الأكراد والتركمان، وليس العرب السنة فقط".
وكانت المليشيات قد انتشرت في عموم المحافظة متوعدة بالثأر ضحايا تفجير بلدة الهويدر، مساء الاثنين الماضي، وتبناه تنظيم "داعش والذي أسفر عن عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، حيث قامت المليشيات بحملة خطف للمواطنين بشكل عشوائي في مناطق متفرقة من بلدة المقدادية وبعقوبة عاصمة المحافظة.
اقرأ أيضاً: "داعش" و"الحشد الشعبي" يتنافسان على ارتكاب المجازر بديالى العراقية
شهود عيان أكدوا لـ "العربي الجديد" أنهم شاهدوا عدداً من الجثث طافية في النهر وقاموا بإبلاغ الشرطة على الفور، مؤكدين، أن المستشفى تحفظ على الجثث دون إبداء أي معلومات عنهم.
وقالت سمية خالد، تعمل مُدرسة في إحدى مدارس بعقوبة إن "المليشيات قامت بخطف عشرات المواطنين الأبرياء وقصف مناطق أخرى بالقذائف انتقاماً لضحايا قرية الهويدر"، وأضافت، "أننا، اليوم، نعيش حالة ذعر من المليشيات التي تتوعد المواطنين بعد كل تفجير، وأن سكان ديالى أضحوا، اليوم، بين نارين (داعش والمليشيات)، واتهمت خالد الحكومة المحلية في ديالى، وعلى رأسها المحافظ، مثنى التميمي، الذي ينتمي الى مليشيا بدر، تغاضيهم ومشاركتهم في ما يحدث في ديالى من أعمال عنف يومية".
إلى ذلك، قال عضو منظمة منتدى الشباب في ديالى، المحامي رعد الملا، لـ "العربي الجديد" إن محافظة "ديالى تعتبر من أخطر محافظات العراق، بسبب انتشار مليشيات الحشد الشعبي التي تسيطر على الملف الأمني فيها، وإن المواطن في جميع بلدات المحافظة؛ يدفع ثمن أي إطلاق نار أو أي تفجير يحدث، وخصوصاً المناطق ذات الأغلبية "السُنيّة"، حيث إنهم يقعون دائماً ضحية غضب المليشيات وانتقامهم".
اقرأ أيضاً: التحالف الوطني يجرّد "القوى العراقية" من مناصبه في ديالى
وأشار الملا إلى أن "المليشيات لا تفرق بين صغير وكبير أو رجل وامرأة، وأن الجميع مستهدفون مادامت الحكومة المحلية متغاضية عن كل تلك الجرائم، وبيّن أن أغلب مناطق ديالى تعيش حالة تطهير طائفي وتغيير ديموغرافي، وخير مثال على ذلك، ما حدث في قرية المخيسة التابعة لناحية أبي صيدا في بلدة، حيث لا يغفل عنه القاصي والداني منذ مجيء مليشيا الحشد الشعبي، ودعا الملا حكومة بغداد والمجتمع الدولي إلى حماية سكان ديالى من بطش المليشيات وداعش، مؤكداً وجوب الإسراع في اتخاذ أي إجراء من شأنه يحد من الانتهاكات والخطف والقتل المتعمد".
إلى ذلك، قال أحد ضابط في شرطة ديالى، فضل عدم نشر اسمه، إن "عدداً من عناصر الشرطة قدموا استقالتهم، قبل يومين، بسبب نقلهم الى مناطق خطرة، وتهديد المليشيات بالانتقام من سكان ديالى بعد التفجيرات".
وأضاف الضابط لـ"العربي الجديد" "تركتُ، أنا، أيضاً، عملي على الرغم من أنه المصدر الوحيد لرزقي، حيث قامت المليشيات بقصفنا بأربع قذائف هاون".
وتعيش محافظة ديالى انفلاتاً أمنياً، منذ أسابيع، حيث شهدت انفجارات عدة، خلفت مئات الضحايا، معظمهم من المدنيين إثر تفجيرات وقصف على سكان المحافظة، من تنظيم "داعش" والمليشيات.
اقرأ أيضاً: داعشي وإن لم تبايع الخليفة