العبادي يمهل تركيا 24 ساعة لسحب قواتها ويهدّد بالتصعيد

07 ديسمبر 2015
البشمركة تعتبر أن التصعيد العراقي استجابة لأوامر إيرانية (Getty)
+ الخط -

أمهل رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي، الحكومة التركية 24 ساعة فقط لسحب قواتها من العراق، نافياً أيّ علم أو اتفاق مسبق مع الجانب التركي لدخول قواتها، فيما هدّد وزير الخارجيّة إبراهيم الجعفري بـ"خيارات مفتوحة" في حال عدم سحب القوات.

وقال العبادي، خلال لقائه وفداً من محافظة البصرة، إنّ "العراق يرفض دخول هذه القوات إلى العراق تحت أيّ ذريعة كانت"، مبيناً أنّ "الأتراك قدّموا تبريرات وذرائع عديدة، ومن ذلك حديثهم عن علمنا المسبق بدخولها".

وأضاف أنّ "الأتراك تحدّثوا أيضا عن علم مسبق لدى وزير الدفاع العراقي، وعادوا وتراجعوا عن ذلك، ومن ثم قالوا إنّ محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي طلب منهم دخول القوات"، متسائلا بـ"أيّ حق يطلب النجيفي ذلك".

ودعا الحكومة التركيّة إلى "إخراج قواتها فوراً، واحترام سيادة العراق"، مشيراً إلى أنّه "تم إمهال انقرة 48 ساعة فقط لخروج تلك القوات، ولم يبق من المهلة سوى 24 ساعة فقط".

وأشار إلى أنّ "العراق تلقى طلبات من دول عربيّة وإقليميّة لمشاركة قواتها في الحرب مع القوات العراقيّة، لكنّنا رفضنا دخول أيٍّ من تلك القوات"، مؤكّداً أنّ "العراق لا يريد أن يكون مع أحد محاور الصراع في المنطقة، ولا نريد أن يتحوّل البلد إلى ساحة صراع إقليميّة".

من جهته، أكّد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، أنّ "جميع الخيارات مفتوحة في حال عدم انسحاب القوات التركيّة بعد انتهاء المهلة المقرّرة يوم غد".

اقرأ أيضاً: إقليم كردستان يدعو روسيا لتجنب مرور صواريخها في أجوائه

وقال الجعفري، خلال مؤتمر صحافي، عقده مع نظيره الألماني، فرانك شتاينماير في بغداد، إنّ "المهلة الممنوحة إلى تركيا ستنتهي بحلول يوم غد، وإنّ العراق سيصعّد الموقف في حال عدم استجابة تركيا وسحب قواتها"، مشيراً إلى أنّ العراق لن يتسامح مع وجود قوات مسلّحة على أراضيه دون تنسيق معه.

يشار إلى أنّ القيادي في مليشيات الحشد، هادي العامري، توعد اليوم الإثنين، بما سماه "ردّاً مزلزلاً على التواجد التركي"، مهدداً في الوقت نفسه باستهداف القوات الأميركية في البلاد.

وفي السياق، قال مسؤول كردي عراقي بارز لـ"العربي الجديد"، إن القوات التركية متواجدة ضمن معسكرات البشمركة وليست منفصلة، ويشاركون بتدريب قواتنا وقوات تحرير الموصل والتهديد باستخدام القوة يدل على جهل بغداد بالموضوع.

وأضاف المسؤول الكردي، وهو ضابط رفيع في وزارة الدفاع الكردية لـ"العربي الجديد"، أن وجود الأتراك كوجود الألمان والإيطاليين ومن قبلهم الفرنسيين والأميركيين والبريطانيين لتدريب القوات العراقية، سواء كانت بشمركة أو جيش أو أبناء عشائر، مشيراً إلى أن التصعيد الذي نشهده جاء بأوامر إيرانية، وفقاً لقوله.

إلى ذلك، قال بيان لرئيس الحكومة العراقية، إن رئيس النظام المصري الحالي عبد الفتاح السيسي بعث برسالة تأييد شفوية للعبادي عبر مستشارة السيسي فائزة أبو النجا التي تزور بغداد حالياً.

وذكر البيان، الذي تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أن أبو النجا أكدت خلال رسالة السيسي الشفوية أن مصر تؤيد العراق في مواقفه ضد الإرهاب وتسانده في مواجهة التحديات الحالية.

ونقل البيان عن العبادي تثمينه للرسالة المصرية ورغبته بتطوير العلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضاً تحركات الموصل: مأزق العبادي يتّسع... وتهديد المستثمرين الأتراك